أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " تنمية مهارات الذكاء " ، تأليف أ. راشد طعمة الخضر ، و أ. هشام شهاب ، والذي صدر عن دار خطوات للناشئة والشباب .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه ولنهجه اقتفى.
وبعد..
لقد فضل الله سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر المخلوقات الأخرى وميزه عنها بالعقل، وجعل العقل الأداة التي على الإنسان أن يستخدمها ليستطيع التكيف مع حياته، وإذا كان هناك من فضل لإنسان على إنسان آخر أو مرتبة أعلى فهي من جراء إعمال العقل، فإعمال العقل يقود الإنسان إلى الذكاء، وغالباً ما يقترن الذكاء بالعقل فيقال: فلان عاقل ذكي!.
ولعل المشكلة التي يعاني منها أغلب الناس أنهم يعتقدون أن الذكاء هو القدرة على الحفظ، وكل من هو غير قادر على الحفظ فهو غبي أو على الأقل ذكاؤه محدود، وللأسف الشديد فإن هذه الفكرة قد سادت مدارسنا لسنين طويلة، وقد صُنّف الطلاب على هذا الأساس، وتم التعامل معهم على هذا المبدأ القاتل. ولكن تطور العلوم الفلسفية والاجتماعية والأبحاث السيكولوجية والطبية أثبت أن الذكاء أعظم من هذا الوصف بكثير، وليس الحفظ إلا جزءاً بسيطاً من الذكاء، فللذكاء أصناف متعددة عرضنا لها في هذا الكتاب وفصلنا في طرائق معرفتها وتطويرها لدى أبنائنا الطلبة بشكل خاص، وهي قابلة للتطبيق والتدريب مهما بلغ أحدنا من العمر أو تقدَّم به السن.
لقد أوضحت الدراسات السيكولوجية والطبية أن الناس يعتمدون فقط على 10% أو أقل من القدرات العقلية والذهنية لديهم .
ونحن في هذا الكتاب إنما نهدف إلى كشف تلك القدرات العبقرية الكامنة لديك، بما يمكنك من الاستفادة من الـ 90% الباقية من قدراتك الذهنية، وذلك من خلال اكتشاف أنواع الذكاء التي تتمتع بها والعمل على تطويرها. وليس المطلوب أن تتمتع بكل أنواع الذكاء حتى تكون عبقرياً، ولكن الأهم أن تتعرف إلى نوع ذكائك وتصقله بشكل جيد.
يقول "هوارد جاردنر" صاحب نظرية الذكاء المتعدد في كتابه "أطر العقل": (إن كل إنسان يملك سبع ذكاءات).. إذاً الذكاء قدرة بشرية قابلة للتطور والتجدد والتغير والتنقل بين أنواع الذكاء المختلفة.
وإننا في دار القدس ودار خطوات وانطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه أبنائنا الناشئة والشباب، وإحساسنا بأنهم أمانة في أعناقنا، وعملاً بقول النبي : "أَكرِموا أَولادَكم وأَحسِنوا أدَبَهم"( )، نسعى جاهدين إلى أن نوجههم التوجيه السليم، وندربهم ليكونوا أصحاب تفكير منطقي قويم يعتمد على الاستدلال والكشف العلمي، ليتمكنوا من خلاله من حل المشكلات واتخاذ القرارات ورفع مستواهم الدراسي ومهاراتهم في التحصيل العلمي وتطوير قدراتهم الذهنية، وتغيير واقعهم فلا يكون اليوم مثل الأمس، فهم قادة المستقبل وأملنا في أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس.
مشاركات المستخدمين