أنت هنا
صدور رواية أحلام الياسمين في زمن الرخام للدكتورة آية الأسمر

تمزج رواية الدكتورة آية عبدالله الأسمر أحلام الياسمين في زمن الرخام، التي صدرت أخيرا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، بين الحب والمشاعر الانسانية والواقع السياسي والاجتماعي في عالمنا العربي.
وتسلط الرواية، التي تعتبر الأولى لكاتبتها في المجال الروائي، الضوء على الواقع المعاصر من خلال بطلتها أحلام الفتاة الجامعية التي تتأثر بواقعها السياسي والاجتماعي في فترة زمنية ما بين الحرب الاميركية على العراق في العام 1991 واحتلاله في العام 2003.
تستمد الرواية عنوانها من تلك الفتاة الرومانسية الجميلة أحلام صاحبة المبادئ والمثل والأخلاق التي تريد كأي فتاة أن تعيش حياتها، لكنها تصطدم بواقع تصفه بزمن الرخام الذي لا مجال فيه للمشاعر وتحكمه المادة والاستهلاك ولا تعيش فيه نبتة الياسمين التي تحتاج الى تربة خصبة كي تنمو.
تبدو الرواية أشبه بسيرة ذاتية لكاتبتها التي تواجه ضغوطات من المجتمع المحيط منذ أن كانت في الجامعة تعيش مع زميلاتها وزملائها، حيث تتعدد أحلامهم الذاتية بين البناء والتطلع الى الغد المشرق وحياكة خيوط مستقبلهم وبين أحلامهم العامة الرافضة لكل هيمنة وتدخل أجنبي في المنطقة.
وتطرح الرواية العديد من الأسئلة عن الوضع العربي والحيرة والقلق الذي ينتاب بطلة الرواية في الجامعة وتأثرها بالواقع السياسي والاجتماعي للمجتمع، وحتى بعد تخرجها وزواجها من رجل أراد أن يهمشها ويقيد حركتها ويريدها ديكورا في البيت كأي قطعة أثاث ويرفض أن تعمل بشهادتها.. فلم تجد ملاذا لتضييع وقتها سوى إشباع هوايتها في الرسم.
لم تجد بطلة الرواية ملاذا في نهاية روايتها إلا الخلاص والطلاق والزواج من رجل يفهم مشاعرها الذي يقدرها ويعود بها إلى الحياة وهو الذي كما يبدو من شخصيته انه يتمتع بأخلاقيات كبيرة وهو الشخص الذي كانت تسعى إليه وتتمناه بعد أن رفضت الواقع الذي كانت تعيشه مع رجل الأعمال الغني والمسافر دوما من بلد إلى آخر والذي يعيش حياته في اللهو والبذخ.
تقول الكاتبة لوكالة الأنباء الأردنية إنني أردت من هذه الرواية أن أبحث عن المشاكل التي تعصف بأبناء جيلي الاجتماعية والتربوية والسياسية فنحن جزء من هذا الواقع العربي الذي يسيرنا من دون أن ندري.
وتقول إن روايتها التي جاءت متأثرة بالأدب الكلاسيكي وخصوصا بأعمال فيكتور هيجو وتولستوي الروائية تظهر مدى إصرار المرأة على الحياة والمشاركة في بناء المجتمع وحمايته وضرورة تسلحها بالعلم والثقافة لتحصين مجتمعها.