أنت هنا
صدور كتاب العولمة والمسيح الدجال

كتاب فكري جديد للباحث الإماراتي عبد العزيز خليل المطوع . صدر حديثا (مارس 2015) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في مجلد يقع في 412 صفحة من القطع الكبير .
سبق للمؤلف أن اصدر ثلاثة كتب فكرية عن الدار نفسها تحمل العناوين التالية :
صهيل الخندق الأخير (المسلمون بين حالة المحاكاة والتبعية بين حالة الإبداع والريادة)، الربيع الأسود (ثورة أم ظاهرة أم فصل من فصول تجفيف الأمة) ، الخليج بعد النفط (المجتمع الخليجي بعد أكثر من نصف قرن على اكتشاف النفط) .
عن كتابه الجديد يقول الكاتب :
عندما انبثق تيار العولمة ، لم تتجاوز كونها صيغة اقتصادية تكون حركة الإنتاج الصناعي والتبادل التجاري العالمي ، وفق شروطها ، أكثر مرونة وحرية ؛ لكن هذه الصيغة لم تتمكن من إخفاء انتهازيتها التي جعلت العالم المتقدم يواجه إشكالية حل مشكلات المستقبل بكفاءة وفاعلية وتفاؤل ، بينما جعلت العالم المتخلف يواجه إشكالية فهم مشكلات الماضي بإخفاق وتخبط وتشاؤم ؛ ولذلك فان العولمة لكي تنجح في أن تكون حلا للمشكلات العالمية ، ولا صيغة عالمية للتعايش التوافقي فيما بين مجتمعات العالم ، بقدر ما نجحت في أن تصبح مرحلة تاريخية متوترة ومحتقنة اقتصاديا واستراتيجيا وثقافيا ، عملت فيها المجتمعات الاقوى في العالم على استغلال ظروف الوفرة والقوة والتفوق ، لتجعل من العولمة صيغة للتحكم في المجتمعات الضعيفة للمحافظة على مكتسباتها وحدها ، ولتخفيض سقف المخاطر والتحديات التنافسية التي تهددها وحدها ، وللتمهيد لمستقبل اكثر تفاؤلا ورفاهية وتفوقا وسيطرة لمجتمعاتها وحدها .
هذا الكتاب هو محاولة لاستشراف مرحلة من المستقبل الذي سوف تتسبب هذه العولمة في اغراقه بالمآزق والازمات ، حتى اذا ما فشلت في الوصول الى اهدافها النهائية ، فان القناع ، الذي سيسقط عن وجه العولمة ، سوف يكون الشرارة التي ستشعل نيران كل الحروب والصدامات الدموية التي ستجتاح العالم ، من اجل ان يسترد كل مجتمع استثماراته ورؤوس امواله الحضارية والثقافية التي خسرها في هذا المزاد الانتهازي المخادع .
قد تبدو المسافة ، التي يختصرها هذا الكتاب بين " العولمة والمسيح الدجال " شاسعة . لكن القواسم المشتركة بينهما تختزل ما بينهما من التماثلية في التأثير ، الى المدى الذي يجعل العولمة فكرة تطبيقية لحالة المسيح الدجال ، ويجعل المسيح الدجال حالة رمزية لفكرة العولمة ؛ وبذلك ، فان العولمة والمسيح الدجال ليس محاولة تخيلية لسيناريو نهاية التاريخ ، بل هو محاولة لاحداث ثغرة صغيرة في القناع المعتم الذي تختفي وراءه حقيقة العولمة ، ثغرة تطل على مستقبل شديد الاثارة ، قد يمثل الفصول الاخيرة من الزمن الذي في افقه سوف تغرب النهاية المحتومة لنموذج العولمة الاستبدادية ، لتشرق منه بداية لنموذج مختلف من العولمة الانسانية .
الغلاف من تصميم زهير ابو شايب .