أنت هنا
نزار قباني يتناثر كريش العصافير في 14 رسالة إلى هنري زغيب

صدر حديثًا عن دار "درغام للنشر" كتاب جديد بعنوان "نزار قباني متناثراً كريش العصافير" للشاعر هنري زغيب، يتضمن 14 رسالة (1989- 1993) غير منشورة من نزار إلى المؤلف مع وثائقها والتعليق عليها، وتبين الرسائل عن المدلول الشعري لقامة شعرية كبيرة مثل نزار قباني وعن علاقات نزار الطيبة جداً مع الكثيرين ممن عاصروه وصادقوه صداقة نبيلة.
وتشير هذه الرسائل المتبادلة بين نزار وزغيب إلى حياة نزار في بيروت وعلاقاته بالوسط الثقافي هناك .
وعلى صعيد آخر، يصادف اليوم ذكرى وفاة الشاعر السوري نزار قباني، فبالإضافة إلى كونه شاعرًا كان أيضًا ديبلوماسيًا، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة دمشقية عريقة إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلاً بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيزًا خاصًا في أشعاره لعل أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام. على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها انتحار شقيقته لما كان طفلاً ومقتل زوجته بلقيس خلال تفجير انتحاري في بيروت، وصولاً إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". وقد عاش السنوات الأخيرة من حياته في لندن يكتب الشعر السياسي ومن قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟" و"أم كلثوم على قائمة التطبيع"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.