الكتاب الحالي "فن الإصغاء" الذي ترجمه إلى اللغة العربية الكاتب والمترجم محمود منقذ الهاشمي، لا يتحدث عن التقنية التحليلية النفسية؛ وفعلاً، ففي رأي فروم، وضد زعم الكتب المدرسية عن التقنية التحليلية النفسية، لا وجود لمثل هذا الأمر. ومهما يكن، فالنصوص في هذا الكتاب تقدّم المعلومات عن فروم المعالج النفسي وطريقته في معالجة مكابدات الناس في زمننا. ولا يتمثّل منهجه العلاجي بالنظريات والتجريدات المسهبة، ولا بـ «الانتشالات» التشخيصية التفاوتية لـ «المادة المريضة»، بل بالأحرى بقدرته على الإدراك الفردي والمستقل للمشكلات الأساسية للإنسان. ورؤية فروم القائمة على المذهب الإنساني تسري في أفكاره عن المرضى وكيف يتعامل معهم. فلا يتمّ النظر إلى المريض على أنه النقيض؛ والمريض ليس شخصاً مختلفاً في الأساس. والتضامن العميق يمكن تبيُّنه بين المحلِّل والمحلَّل. ويفترض هذا التضامن أن المحلِّل قد تعلّم كيف يتعامل معه أو معها ولا يزال مستعداً للتعلّم بدلاً من الاختباء خلف «تقنية تحليلية نفسية». فالمحلِّل هو مريضه القادم، ويغدو مريضُه، بالنسبة إليه، محلِّله. وفي مقدور فروم أن يقيم وزناً للمريض لأنه يقيم وزناً لنفسه. ويستطيع أن يحلل المريض لأنه يحلّل نفسه بردود فعل التحول المقابل التي يثيرها المريض فيه.
ولم يوجد أي نص من النصوص المنشورة في هذا الكتاب على شكل مخطوط؛ وإنما هي بالأحرى نسخ باللغة الإنجليزية منقولة من تسجيلات المحاضرات والمقابلات وحلقات البحث. وقد حاولت أن أحافظ على طابع الكلمة المنطوقة للنصوص التي تُنشر الآن أولّ مرة، وكانت في العادة تُلقى من دون أُمليات مطبوعة. وباستثناء القسم الأخير، فإن تقسيم النصوص وتسلسلها ووضع العنوانات قد تم اختيارها، أي هي من إضافتي. وفيما عدا ذلك، أشرت في النص إلى الإضافات المهمة بالإضمامات .
مشاركات المستخدمين