رواية "زهور البلاستيك" للكاتب والروائي السوداني أسامة رقيعة، هي رواية ليست ضد المرأة ولا مع الرجل إنما ضد الفهم العائق للحياة؛ لقد تبرع نوبل بجائزة للسلام ولكنه نسي أن يتبرع بشىء لمثل هذه اللحظات التي تصر فيها الأنثى أن تتفجر على ذاكرة رجل لتحطم تاريخها الق
أنت هنا
قراءة كتاب زهور البلاستيك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
( 2 )
واليوم هم يتهامسون.. يقولون إنهم لم يسبق لهم أن رأوا جمالاً فاتنًا، وفضاءً معطرًا ودافئًا كالذي حولها اليوم، إلا حساماً فهو دون موظفي الشركة لم يقل شيئًا، بل ظل فيما بينه وبين نفسه يشعر بشيء ما .. شيءٍ لا هو بالضيق، ولا هو بالقلق ثم يلوذ بالصمت .. ما يشعر به حسام هو ذات الشيء الذي يحسه الرجل عادة عندما تتبعثر عواطفه أمام هيبة الجمال الأنثوي إذا ما لامس الروح أو تسرب إلى مساماتها .. لقد تبرع نوبل بجائزة للسلام، ولكنه نسي أن يتبرع بشيء لمثل هذه اللحظات ..
هل تسربت هادية إلى وجدان حسام وروحه رويدًا رويدًا، وبقيت فيه أملاً يسقي نبتًا، ذلك النبت الغريب الذي يكمن في قلب الرجل كأنه سر من حياة ينعشه رحيق النظرة الأولى، والانتباهة الدائمة، والعطر المعبق بالذكريات..
ربما..
فقد مرت شهور طويلة والشركة مازالت تعج بالحديث عن هادية وجمالها، وتأثيرها، وسطوتها، وحسام في صمته يتأكد له في كل مرة أنه لا يستطيع، وأنه مثل نهر صغير يحاول أن ينساب في اتجاه المرتفعات، فانفرد اليوم في منزله يفكر ثم يختلسه الوقت حتى أشارت ساعة الحائط إلى التاسعة مساءً .. موعد النشرة الإخبارية المسائية في قناة العادة الفضائية .. فنهض مثقلاً ليشاهدها بنصف ذهن ثم ومع نهاية النشرة سمع طرقًا خفيفًا على الباب، ثم أعقب الطرقَ رنين للجرس..