كيف يكوّن المرء معلومات عن نفسه ؟ الوسيلة المباشرة أكثر من غيرها هي التجربة. فأفعالنا تزوّدنا على الدوام بالكثير من المعلومات عن أنفسنا عندما نحللها. لكننا لا نعرف أنفسنا حق المعرفة إلا عبر التجارب العشوائية التي قد تؤول أو لا تؤول إلى النجاح.
أنت هنا
قراءة كتاب أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
ما هو طبعك؟
إن اجتماع العوامل الثلاثة الأساسية: الانفعالية، والحيوية، والوقع، يعطي ثمانية أنواع من الطباع. ولكن يجب الانتباه إلى أن المعنى الشائع المُعطى عادةً لبعض الأنواع لا يتلاءم بالضرورة مع تعريفها في مادة علم الطباع. مثلاً الغضوب ليس شخصاً سيئ الطبع نزقاً.
1- الغضوب
(انفعالي - حيوي - فطري)
إنه أكثر الطباع تجسيداً لحب الحياة، والمودة، والدماثة. والغضب الذي يجتاحه ليس إلا انفعاله المتذبذب المقترن بفطريته التي تدفعه للتعبير عن أفكاره بلا تردد وللانفجار بعنف أحياناً وبعدما ينتهي غضبه، يأتي الهدوء بعد العاصفة، وبعده الشمس التي تضيء حب الحياة لدى «عاشقها».
إن طاقة الغضوب الحيوي مهمة جداً، فالغضوب يتمتع بطاقات عصبية وعضوية (انفعالية - حيوية) هامة مما يعطيه حيوية أكيدة. لكن (انفعالية - فطرية) قد تجعلانه يبدد عمله. لكن هذا الأمر لا يؤثر في الغضوب الذي يبحث عن الحركة، والذي لا يثبط همّته بسهولة أمام العواقب.
الحياة الاجتماعية والعاطفية: يحب الغضوب العلاقات والاجتماعات بين الأصدقاء، إنه منفتح ودافئ، بكلمة واحدة إنه اجتماعي. يتسم هذا الطبع بالانفتاح الاجتماعي وبالدفء الإنساني. وكما يقول لوسين: «بالنسبة للآخرين، المجتمع ضرورة، أما بالنسبة له فالمجتمع حاجة وبالتالي لذة. إنه أكثر الطباع انفتاحاً ووضوحاً». ولكن فطريته تدفعه للبحث عن أحاسيس جديدة، وعن تسليات جديدة، وهذا يجعله يبدل غالباً ارتباطاته. كذلك فإن اجتماع (انفعالية - فطرية) يشجع نزوعه إلى المزاج المتقلب. لكن مودته تجعله محبوباً، وهو كريم وليس حقوداً.
فن الخطابة: إن استعدادات الغضوب الطباعية تجعله خطيباً منذ الولادة. على أي حال فإن أعلاماً تاريخية تشهد على هذا الأمر. إنه «قائد»، يحب الجموع والشعبية.
الذكاء والتنفيذ: يجب أن نذكر هنا أن علم الطباع لا يزعم أنه قادر على تقويم مستوى ذكاء أي طبع معين من بين الطباع. لكننا سنصادف في كل فئة من الطباع طباعاً تتسم «بالذكاء الحاد» الذي يميزها عن غيرها. تجعل ميزة «الذكاء» الغضوب بطلاً فإذا ما حذفنا هذا الاستعداد، وخفّفنا من الذكاء، فسيميل الغضب إلى بعثرة عمله، وإلى التفريط بطاقته الغنية يميناً ويساراً. ولكن في معظم الحالات، يتمتع الغضوب بفكر حاد وعملي، وقدرة على الارتجال في الحالات الطارئة.
حاجاته الحياتية المهمة: تنبثق من الغضوب قوة حيوية مهمة يسببها اجتماع (انفعالية - حيوية). وتتجلى من خلال الفطرية طاقة تجعله يبحث عن إرضاء حاجات عديدة. إنه يحب الحياة، يتمتع بقوة جنسية.
عمله المجاني: يتمتع الغضوب بطاقة زائدة، تدفعه انفعاليته إلى الاندفاع وتترجم حيويته الفطرية فوراً هذا الاندفاع بالعمل. إذاً هو يحب الحركة، يبحث عن الحركة حباً في الحركة لا سعياً إلى النتيجة المرجوّة.
ولنضف إلى ذلك البدائية التي تؤدي إلى التصرف بنفاد صبر وبتسرّع، كما نجد لدى الغضوب سلسلة أفعال مبعثرة حيث لا يكون الهدف النهائي الدافع الفعلي، بل نشوة الحركة التي يمكن مقارنتها بلعبة يسعى من خلالها إلى استنفاد قواه الجسدية.
عملياً يحب الغضوب الحركة، إنه شخص كثير الحركة، دائم الانشغال ويحتاج لمجال واسع من أجل ذلك.
يمكننا من ناحية معينة مقارنة حياة الغضوب بقصة. من جهة، من خلال ميله إلى الطبع الرومانسي والمغامر الذي يثير وظائف الانفعال والفطرية لديه. من جهة أخرى، ليس هناك سوى خطوة واحدة بين المغامرة الخيالية والمغامرة الفعلية يجتازها الغضوب مستلهماً خياله الذي يؤجج حركته واندفاعه.
حياته المهنية: إن طاقته الحيوية وإرادته تجعلانه يبتهج في مهن تتطلب كثيراً من الجهد، حيث تكون قدرته على الاحتمال وحسن تدبيره ولباقته سبيلاً إلى نجاحه. قدرته على التكيف واجتماعيته يتيحان له الانخراط بسهولة في فريق عمل يعرف كيف يبعث فيه الحركة. يستطيع الغضوب أن يوظف كفاءاته في التجارة والفنون التشكيلية والصحافة.
مخاطر طباعه: إذا زادت قوة بعض العناصر الطباعية في معادلة (انفعالي - حيوي - فطري) تظهر في سلوك الغضوب الملامح التالية: إنجاز الأعمال على غير ما يجب، تشتت الجهد، تبديد الطاقة، البحث عن كل ما هو سهل، قسوة فائقة.