أنت هنا
نظرة عامة
كتاب "رواية الياسمين" للكاتب العراقي شاكر الأنباري، الصادر عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائه:
في مركز القلب المغني عاش كل الاحداث التي لها علاقة بياسمين· ويستطيع وضعها بأكثر من صيغة وشكل· يمكن ان يجعل بعضها يتوالد من بعض، تنتهي حكاية او قصة او مشهد فيسلم القياد الى الذي يليه· تستمر الاحداث وتدوّم، متواترة متلاحقة، او متوازية دون الخضوع لتسلسل الزمن· الا تكون الحياة هكذا احيانا؟ اذ ان تسلسل الزمن مفهوم غامض، فكثير من الوقائع التي تجري في الحياة، تتقاطع او تتوازى او تتداخل· كيف اذن والامر يتعلق بتدوين كتاب عن امور وقعت منذ فترة ماضية، ويصعب ايجاد تسلسل صحيح لها؟
قد تفقد صيغة مثل تلك الكتاب بؤرته التي يجب توفرها، او الخيط الرفيع الذي ينتظم فيه كل شيء·عندها يصبح كتاب ياسمين للمتعة فقط: احداث شائقة مكتملة بنفسها، ليس بالضرورة ان تترابط فيما بينها· تعرض لوحات مبهمة او واضحة، لحظات سعيدة وغريبة وجوهرية، في حياة شخص يعيش اليوم في هذه المدينة التي ابرز تفاصيلها القباب بشبابيكها المربعة المنورة باللون السماوي، والمآذن التي تنتهي بأهلة، الكنائس والحمامات والأسواق المسقوفة والقباب التي تخفي مراياها وحروفها وأهلتها·
فكر في استعارة الموسيقى كنموذج لبناء الكتاب، رغم خبرته الضئيلة في فضائها الشاسع الغني· آلات متنوعة، يقوم عليها اشخاص مختلفون، وكل آلة تعزف لحنها الخاص· تتآلف الالحان لتكوّن، في نقطة غير مرئية، قطعة موسيقية واحدة· ترتفع
مشاركات المستخدمين