أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " مدينة الوديان " ، تأليف جميل السلحوت ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أذكرُ أنّ أولَ زيارةٍ لي الى المسرحِ الوطني الفلسطيني كانت قبلَ أكثر من ست سنوات لحضورِ حفلةٍ لابن قريتي الفنان مهران مرعب. عندما دخلت المسرحَ ورأيتُ الحضورَ الكبيرَ للأمسيةِ، ومدى عشق مهران لموسيقاه.. وجدتني فجأة أبكي.. قلتُ لنفسي في تلكَ اللحظةِ: "أنا يجب أن أكونَ هنا.. هذا هو مكاني.."، وتساءلت: "هل أخطأت بقرار دراسة الصيدلة؟ بدل اللغة العربية التي أحب..؟". عدتُ بعد أشهرٍ الى المسرح لأقابل مديرَه.. أردتُ بعضَ المعلوماتِ عن المسرحِ والفنّ المسرحي في القدسِ، للكتابة عنها في قصّتي مراوغة الجدران. ويومها حدثني المدير عن ندوة اليوم السابع.. فرحتُ كثيرًا بوجود إطار كهذا في المدينة، لكنّني ترددتُ مدة ثلاثة أشهر في مسألة المشاركة في الندوة، حتى حزمتُ أمري وأتيت..
اجتمعَ الأعضاءُ وكانوا عشرة.. في القاعة الصغرى، جلسوا حول طاولة مستطيلة وسقطت فوقهم أشعة الكشّاف، فيما كانت الإنارة خفيفة في باقي القاعة. بدا لي المشهدُ غريبًا في اللحظات الأولى.. استجمعت قواي وأنا واقفة قبالتهم لأعرّف عن نفسي، فدعوني مرحبين للجلوس.. وبدأت حلقةُ التعارفِ.. بدت لي بعضُ الاسماءِ غريبة وخاصة اسم أبو الأرقم (الأستاذ موسى أبو دويح)، ولقب الشيخ (الكاتب جميل السلحوت). لكنّهم عادوا وسألوني عن اسمي، وبدا أنّ الاستغراب قد نابهم من اسمي "نسب."
قرأتُ في ذلك اليوم مادّتين لي وسمعتُ الآراء.. وعدتُ سعيدةً الى البيت.. ولكن لم أعلم أنّ تلك الخطوةَ التي خطوتُها ستؤثر الى حدٍ كبير على علاقتي بالقدس.
مشاركات المستخدمين