أنت هنا

$1.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
أحاديث النهار

أحاديث النهار

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

تاريخ النشر:

2004

isbn:

978-9953-438-85-4
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

$1.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

كتاب " أحاديث النهار " ، تأليف وفيق خنسه ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، نقرأ نبذة عن الكتاب :

"السيد وفيق خنسة، كيف أحوالك؟ هل لك أن تطيعني، وتعلّق الأسئلة حتى نهاية هذه الرسالة؟ اتفقنا؟ إذن ما عليك إلا أن تنشط ذاكرتك قليلاً، وترجع معي إلى أسابيع قريبة، وبالتحديد ظهيرة يوم ذلك الأحد. رأيتك قادماً، وعندما وازيت استراحة، السي يو "Seyo" انعطفت إلى اليسار، تجولت بنظراتك على المقاعد كلها، مسحت وجوه الجالسات والجالسين، ثم بهدوء مصطنع جلست على المقعد الذي يقابلني، وضعت حقيبة يدك إلى يسارك، وأخرجت علبة تبغك، وأشعلت لفافة. كنت تختلس النظر إليّ خفية، وكنت أراقبك بلا مبالاة، توقفت عيناك على ثقوب بنطالي. تجاهلتُ جرأتك. وبدوري فتحت حقيبتي، وأخرجت سيجارة، ورحتُ أبحث عن الولاعة، ولأنك كنت تراقبني بحذر, وقفتَ، وأشعلت ولاعتك دون أن تنطق بكلمة، أشعلت سيجارتي، ولم أقل كلمة شرك، وبدلاً من أن تعود إلى مقعدك توجهت إلى آلة المشروبات الساخنة، وأحضرت فناجين من القهوة، وبصمت قدمت لي واحداً، تناولته بلا كلام، وعندما رشفت الرشفة الأولى بشهية وحاجة استغربت كيف عرف نوع القهوة التي أشربها؟ وكيف أختار معها الحليب والسكر مع أن معظم اليابانيين يشربون القهوة بلا سكر؟ شعرت بغبطة في داخلي، وانتظرت صوتك الذي لم يأتِ. كلانا احتسى قهوته ببطء ظننت أنه مقصود! ولأول مرة من شهور شعرت بالاطمئنان، وأشعلت لفافة ثانية. كنا نتبادل التلصص. وعندما تلتقي نظراتنا مصادفة، وبلا توقيت، كان كل منا ينحرف برأسه إلى اليمين أو إلى اليسار. مرّ الوقت بطيئاً لذيذاً عليّ، وتمنيت أن يكون الفنجان بلا قاع فلا ينتهي أبداً. فجأة وقفتَ، وتناولتَ فنجاني الفارغ جداً، ثم ذهبت إلى سلة المهملات وألقيتَ بهما، ورجعتَ إلى مكانك صامتاً تماماً. أذكر بدقة أنك دخّنت أربع سجائر متتالية، وشيئاً فشيئاً كانت الجدية الكاذبة تكبر في وجهك، أو هكذا قرأت في تقاطيعك. ومن بين حركاتك المصطنعة، ميزتُ عدد المرات التي عدلت فيها وضع نظارتيك على أنفك. هل كنت تريد أن تلفت انتباهي إلى لون عينيك العسليتين؟ أم كنت تداري رغبة داخلية لا تجرؤ على التعبير عنها؟ لا أدري، ما شعرتُ به وقتئذٍ أنني أردتك أن تبقى. أو أن تتحرّش بي بكلمة ما، بسؤال، بأي شيء. ولا أكتمك أنني لمت نفسي أكثر من مرة على رخاوتي. فلقد جئت إلى مدينة "كيتشجوجي" لكي أشرب آخر فنجان قهوة في طوكيو".