أنت هنا
أسئلة الحداثة في المسرح
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
لم تمض سنة على صدورالطبعة الأولى من كتابي :اسئلة الحداثة في المسرح" حيث نفذ من التداول، وهو الكتب الذي لقي اقبالا جيداوكتبت عنه عدة مقالات، بعذ أن أضيف إليه مجموعة من المقالات التي كتبتها خلال العام الماضي، وبالفعل فالكتاب بحلته الجديدة يحتوي على احدى عشرة مقالة جديدة،مما يجعل الكتاب ملما بأهم إنجازات المسرح العراقي خلال العشر سنوان الأخيرة..
في فضاء المقالات ثمة تطلع نقدي جديد لي وهو أنني اتوق عبر العديد من المقالات وخاصة النقد المسرحي إلى ترسيمة نقدية جديدة للعرض المسرحي كي نؤسس إلى نقلة نوعية جديدة،وهي أن يكون ثمة مرجع مثيولوجي لكل عرض مسرحي أولا، وهذا المرجع يثبّت أقدام أي نص حديث على أرضية مجربة، كما يتيح للمخرج وللكاتب التفكير بأن أي نص حديث ليس مقطوع الجذور عن تاريخ الإنسان على أرض الرافدين، كما أدعو ثانيا لأن يحمل النص المسرحي بعدا جديدا هو البعد المعرفي، ويشكل هذا البعد تطور في مفهوم الكتابة المسرحية التي عليها أن تحمل بالاضافة إلى موضوعها بعدا فلسفيا حتى لو كانت تتحدث عن قضية محلية وشعبية، أما البعد الثالث الذي اقترحه على أية كتابة مسرحية، وخاصة المسرحية العراقية، أن تعكس طابع المدينة، فالمسرح أبن المدينة ونتاج لعلاقاتها ومؤسساتها وثقافتها وأمكنتها وحياتها، وهذا البعد يشكل أرضية اخرى مهمة وهي أن المدينة لا تشكل حاضنة للحداثة فقط، بل تؤسس للغة درامية شديدة الكثافة والتعقيد..
هذه ليست مقترحات مفروضة على الكتابة المسرحية والاخراج، وإنما هي نتيجة جدلية لعلاقة الدراما بالمثيولوجيا،والمدينة والمعرفة الفلسفية،وفي ثقافتنا نجد أن هذه المكونات الثلاثة مهيأة تماما لأن تمنح أية مسرحية عمقا لموضوعها كي تصوغ من جديد نقلة متميزة في المسرحية العراقية توازي تلك النقلة الكبيرة التي حدثت في مسرح السبعينات وأوائل الثمانينات..
(مقدمة الكتاب في طبعته الثانية- المؤلف)
مشاركات المستخدمين