أنت هنا
نظرة عامة
رواية " أقمار بغدادية " ، تأليف نور مؤيد الجندلي ، من اصدار دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، نقرأ من الرواية :
اختفت الشمس خلف الغيم الأرجواني، وتلاشت عن السماء ببطء، مودعة كل العيون التي تحبها، راحلة عن عالم سيظل يشتاق إليها، إلى عالم آخر فيه عيون أخرى تترقبُ وجودها، وقلوبٌ متلهفة لمصافحتها.
رحلت الشمس، وعمّت السكينة على المدينة الحسناء، وأضاءت دمشق قناديلها، لترسل رسالة أخرى لكل من يفتقد الضوء، بأنني أنا ملكة الشمس، كنت على مرّ الزمان منارة يُقتبس من نورها، فتُملأ الآفاق وهجاً وجمالاً..
غادرت الشمس لتودع سكينة في قلبي، سكينة لم أشعر بها منذ زمن طويل، أطول من أن أحسب عدد الأيام والسنين فيه، فكل سنة بألف، ولست أدري كم عامٍ كبرتُ منذ بداية الحرب وحتى اللحظة!
كم عاصفة اجتاحت قلبي فأسقطت فيه سقوف الراحة الحصينة، وأعمدة الحريّة المكينة!
وكم إعصارٍ اقتلع أشجار السعادة في داخلي، وقد سمقت يوماً نحو السماء، ومدت جذورها عميقة في شراييني، حتى خلتها معمّرة قروناً..
مشاركات المستخدمين