أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " أميركا المتدينة الجديدة " ، تأليف ديانا ل . إيك ، من اصدار دار الأهلية للنشر والتوزيع ، نقرأ من الكتاب :
الحادي عشر (11) من أيلول/سبتمبر 2001، كارثة جلبت للولايات المتحدة شعوراً جديداً بحدوث تغيّر في المجتمع الأميركي، الذي هو موضوع هذا الكتاب. في 2001، خلال أشهر الصيف الكسولة، وبينما كنت أتكلم مع جمهور من الناس عن «أميركا دينية جديدة» وجدت أن كثيراً منهم ما زالوا مندهشين لما علموه عن التنوع الديني الجديد في أميركا، ويشعرون بارتياب وتردد في التفكير بما يعنيه هذا التنوع بالنسبة لأمريكا: توجهات الناخبين المسلمين المسجلين؟ قيام الهندوس ببناء معابد لهم في ضواحي المدن؟ توجه السِّيخ الذين يرتدون العمامة على رؤوسهم إلى المحكمة بسبب التمييز في العمل؟ كل هذه الأمور كانت تقريباً اعتبارات جديدة بالنسبة لمعظمنا أو لكثير منا. ولكن في صباح أحد أيام شهر أيلول/سبتمبر، وعندما انفجرت الطائرات المخطوفة في برجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون، بدأ عصر جديد بالنسبة لنا جميعاً، فخلال ساعات معدودة انطلقت سلسلة من الأحداث المتلاحقة غير المسبوقة التي تحمل الخوف والكره للأجانب - بداية من المضايقات البسيطة، والقدح والذمّ العرقي، وتكسير النوافذ، والمكالمات الهاتفية التي يهدد أصحابها بحرق المباني، وانتهاءً بأعمال الضرب والقتل العمد. في الوقت الذي كانت فيه قائمة الجرائم بسبب الكراهية آخذة بالازدياد، كانت هناك جهود جبارة تبذل على المستوى المحلي والقومي متجاوزة الحدود الدينية - فقد أُقيمت صلوات دينية مشتركة، وبرامج تربوية لها علاقة بالمواطنة، وتم تعيين مرافقات للنساء المسلمات المحجبات اللواتي كنّ يخشين الخروج من بيوتهن وهن مرتديات الحجاب. ما زال الوقت مبكراً لتقدير المناخ الخاص بأميركا الجديدة دينياً، التي نعيش فيها حالياً. ولكن هناك شيء واحد مؤكد وهو أن: تحدي العلاقات بين الناس الذين ينتمون إلى ديانات وتقاليد ثقافية مختلفة، على حدٍّ سواء هنا في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، قد أخذ ينتقل ليصبح على رأس جدول الأعمال.
مشاركات المستخدمين