0
لا توجد اصوات
كتاب "الإيمان والمؤمنون في سورة المؤمنون" بين يدي السورة الشريفة: سورة {المؤمنون} المكيّة هي السورة الثالثة والعشرون ترتيباً في القرآن الكريم، ذات المائة وثماني عشرة آية، وكلماتها ألف ومائتان وأربعون، وحروفها أربعة آلاف وثمانمائة، نزلت هذه السورة الشريفة بعد سورة الطور، وقبل سورة الملك.
والناظر في السياق التاريخي لنزول هذه السور الشريفة {الطور، المؤمنون، الملك) يجد الترابط البيّن الواضح بين موضوعاتهن؛ فسورة الطور تُعنى بأصول الإيمان، وتتحدث عن مآل السعداء والأشقياء، كقوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}،إلىقوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ}، وسورة الملك شأنها شأن السور المكيّة، تعالج موضوع الوحدانية، وهو أساس الإيمان ومطلبه، ولذلك استهلت الحديث عن عظمة الله تعالى وتقديسه؛ بقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
ولا يعزُبُنّ عن فكرك النيّر أن سورة {المؤمنون} واضحة الارتباط بما قبلها وما بعدها حسب ترتيب سور القرآن أيضاً؛ فهي بعد سورة الحج، وقبل سورة النور، وارتباطها بسورة النور بيّن غير خافٍ؛ قال الآلوسي: (مناسبتها -سورة المؤمنون- لآخر السورة قبلها ظاهرة؛ لأنه تعالى خاطب المؤمنين بقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا }، وفيها { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فناسب أن يحقق ذلك فقال عزّ قائلاً: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}
مشاركات المستخدمين