4
Average: 4 (1 vote)
كتاب "الأخفياء بعد" ، تأليف : إبراهيم الدويش ، نقرأ من الكتاب :
كان الحديثُ عن الأخفياءِ.. لأنَّني ولَرُبَّما لأنَّك -أيضًا-؛ نظرتَ لحالِ أولئك الرِّجالِ الَّذين نسمَعُ قِصَصَهم بل ونرى آثارَهم ومصنَّفاتِهم، ونرى أنَّهم أحياءٌ.. أحياءٌ بذكرِهم وبعلمِهم وبنفعِهم وإن كانوا في بطنِ الأرضِ أمواتًا بتلك الأجسادِ الطيِّبةِ الطاهرةِ.. فأسألُ وتتساءلُ معي: ما هو السرُّ في حياةِ أولئك الرِّجالِ؟؟!!
والسرُّ هو توجُّهُ القلبِ كُلَّ القلبِ لله -جلَّ وعلا-، توجَّهت قلوبُ أولئك الرِّجالِ فنالوا ما نالوا، ووصل سمعُهم إلى عصرِنا الحاضرِ، فكان القلبُ عملُه وعلمُه لله -سبحانه وتعالى-، وكان حبُّه وبُغضُه لله، وقولُه وفعلُه لله، حركاتُه وسكناتُه لله، دِقَّه وجِلَّه لله، سرَّه وعلانيته لله..
يومَ أن كانَت الآياتُ هي الشِّعاراتُ التي تُرفَعُ، وهي الكلماتُ التي تتردَّدُ في القلبِ قبلَ اللِّسانِ وفي كُلِّ مكانٍ، {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، هكذا كانت الآياتُ تُرفَع فامتلأت بها القلوبُ..
مشاركات المستخدمين