أنت هنا

$4.99
التنافس الأمريكي - الصيني في القارة الإفريقية بعد الحرب الباردة

التنافس الأمريكي - الصيني في القارة الإفريقية بعد الحرب الباردة

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

التنافس الدولي على إفريقيا يحتاج إلى مراجعة شاملة خصوصا أنها أخذت تكتسب بعدا استراتيجيا متزايدا في السنوات الماضية وخصوصا بعد الحرب الباردة، إنها ليست مجرد قارة تحتل موقع استراتيجي أو أنها تحتوي على مضائق مهمة (مضيق جبل طارق، مضيق باب المندب) ورئيسية في طرق الملاحة بالنسبة للتجارة العالمية وإنها ثاني اكبر القارات من حيث المساحة التي تبلغ 30 مليون كلم تشكل ما نسبة قرابة الـ (20%) من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، تضم إفريقيا حوالي 800 مليون نسمة تمثل ما قرابة (15%) من مجمل سكان الكرة الأرضية، وفيها ثلاثة وخمسين دولة مستقلة، كل هذه المقومات جعلتها محط تنافس دولي وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية ومن جانب أخر الصين وان محور التنافس احتدم خاصة بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، والنظم السياسية الإفريقية الموالية للمنظومة السوفيتية.
حيث كانت هذه القارة محط صراع حقيقي بين قطبي القوة الدولية وان كانت الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دور الداعم بالنسبة للدول الاستعمارية الأوروبية السابقة لمواجهة المد الشيوعي آنذاك ولكن بعد تغير طبيعة النظام الدولي ومراكز القوى العالمية ونظام أحادية القطبية زاد الاهتمام في القارة الإفريقية التي تعتبر مخزون استراتيجي للطاقة والموارد الطبيعية والأحجار النفيسة التي هي موضع تنافس كبير بين الدول الكبرى المستهلكة لهذه الموارد ناهيك عن موقعها في وسط القارات .
يجمع معظم الباحثين السياسيين إن هذه القارة تشكل إحدى اغني بقاع العالم في الموارد الطبيعية والمعدنية والمواد الخام المهمة في الصناعات الإستراتيجية بالنسبة للدول الكبرى وإنها قارة الألفية الثالثة، كل هذه الأمور جعلها محطة جذب لصراع النفوذ وطموحات إستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عامة والصين بشكل خاص وهذه إضافة أكيده على أن إفريقيا لها اهتمام في ظل خريطة التحولات العالمية الجديدة.
وقد جاءت هذه الدراسة لمعالجة إبعاد التنافس الدولي على إفريقيا وبالتحديد التنافس الأمريكي – الصيني على القارة الإفريقية. هذا لا يلغي الحقبة الاستعمارية الأوروبية فيها خلال القرن الماضي، والمطلع على الأوضاع في إفريقيا والتحركات الدولية فيها تسلط الضوء إلى وجود صراع مصالح بالنسبة للدول الكبرى وتلقي بثقلها في أنها ستزيد وتيرة المشهد السياسي تجاه القارة السمراء.
في هذه الدراسة، وضمن محتوى الإطار النظري، سيناقش البحث مدى قدرة كل طرف من اطراف التنافس سواء الولايات المتحدة الأمريكية من جانب وجمهورية الصين الشعبية من جانب أخر وما هي الآليات والوسائل المتبعة لتحقيق كل طرف أهدافه في القارة الإفريقية بعد الحرب الباردة، كما سوف تقوم الدراسة على تحليل المتغيرات السياسية والاقتصادية كنوع من مناقشتها وفقا للمعطيات الإحصائية التي سوف تطرحها لتفسير التنافس الدولي على إفريقيا وبالتركيز على اطراف التنافس الدولي في هذا الكتاب، آملا أن تخدم هذا الكتاب في تفسير تحركات الدول الكبرى ومعرفة دورها في القارة الإفريقية.