أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " الدولة العثمانية - عوامل البناء وأسباب الإنهيار " ، تأليف عيسى الحسن ، من اصدار دار الأهلية للنشر والتوزيع ، نقرأ من الكتاب :
يرى بعض المؤرخين أن تاريخ الدولة العثمانية الذي كتبه المؤرخونَ الأوروبيون واليهود والنصارى والعلمانيون استخدموا من خلاله أساليب الطعن والتشويه والتشكيك فيما قام به العثمانيون من خدمة للعقيدة والإسلام، كما يرى هؤلاء المؤرخون أنه قد سار على هذا النهج الباطل أغلب المؤرخين العرب بشتى انتماءاتهم واتجاهاتهم، القومية، والعلمانية، وكذلك المؤرخون الأتراك الذين تأثروا بالتوجه العلماني الذي تزعمه مصطفى كمال، فكان من الطبيعي أن يقوموا بإدانة فترة الخلافة العثمانية، فوجدوا فيما كتبه النصارى واليهود ثروة ضخمة لدعم تحولهم القومي العلماني في تركيا بعد الحرب العالمية الأولى.
لقد تولد هذا الموقف من التاريخ العثماني بالنسبة للمؤرخ الأوروبي بسبب تأثره بالفتوحات الواسعة التي حققها العثمانيون، وخصوصاً بعد أن سقطت عاصمة الدولة البيزنطية (القسطنطينية) وحولها العثمانيون دار إسلام وأطلقوا عليها إسلام بول (أي دار الإسلام) فتأثرت نفوس الأوروبيين بنزعة الحسد والحقد والمرارة المورثة ضد الإسلام فانعكست تلك الأحقاد في كلامهم وأفعالهم وكتابتهم. وحاول العثمانيون مواصلة السير لضم روما إلى الدولة الإسلامية ومواصلة الجهاد حتى يخترقوا وسط أوروبا ويصلوا إلى الأندلس لإنقاذ المسلمين فيها، وعاشت أوروبا في خوف وفزع وهلع ولم تهدأ قلوب الأوروبيين إلا بوفاة السلطان محمد الفاتح.
مشاركات المستخدمين