أنت هنا
نظرة عامة
لقد قامت مجموعة من كتّاب الرواية العربية -لا سيما في الستينيات- بالعودة إلى التراث السردي العربي، في إطار حركة موسعة ثارت على تقاليد الكتابة الروائية التي أرساها كتّاب الرواية الرواد والجيل الذي تلاهم؛ فألفوا شكل الرواية الغربي مهيمناً على تجارب الكتابة باستثناء نادرٍ انشغل به بعض كتّاب الرواية الإحيائيين، ولم تقتصر العودة إلى التراث على ما استلهمته الرواية حسب، بل نجد امتداده في الشعر والمسرح والقصة القصيرة.
كان الاهتمام بكتاب "ألف ليلة وليلة" أبرز تلك الاستلهامات، وقد التُفت إليه في وقت مبكرٍ، أوائل القرن العشرين، ولا سيّما طه حسين وتوفيق الحكيم؛ اللذان كرسا غير قليلٍ من وقتيهما للإفادة من "ألف ليلة وليلة"، فكتبا روايتهما المشتركة "القصر المسحور". وكتب طه حسين رواية "أحلام شهرزاد"، وعطف الحكيم على روايته المشتركة آنفة الذكر بكتابة نص مسرحي بعنوان "شهرزاد". غير أن تلك العودة المبكرة إلى "ألف ليلة وليلة" لم تأتِ لتعبر عن تيارٍ عامٍ في الكتابة الروائية، وإنما غلبت الرؤية الإسقاطية على ما قاما به من التفاتٍ لهذا النص، وظل الشكل الأوروبي للرواية مهيمناً على أبرز أعمالهما الروائية، وهذا خلاف ما سنجده لدى روائيي الستينيات ومن تلاهم.
مشاركات المستخدمين