أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " الشجرة النادرة " ، تأليف مرام شهاب ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
الحمام لا يحمل السلام بالغبار والرماد، ولكنه يحمل الرسائل بالخط الدقيق، فإذا لم يكن الخط دقيقاً رفرف بجناحيه وأثار الغبار بسرعتهِ وحرصه، وهنا إجابةً عن سؤال رافقني منذ أيام الطفولة، والسؤال: لماذا يسكن الحمام في السوق المظلم؟ ولعل الإجابة تكمن في أنه يبحث عن خيط نهار دقيق واضح في الظلام.
وينجح الخط مع داني، فهو قد اعتاد أن يقارب بين الشيئين، ويناسب بينهما، بحسب ما يلائم كل منهما و يوجهما الوجهة الصحيحة، وبعد التأمل والتدقيق والتمحيص والصبر يصل الإنسان إلى مبتغاه.
ولقد اخترت مكان قصتي ومسرحها "القدس الشريف"، فمدينة القدس، هي المدينةُ المقدسةِ التي حازت على العديد من الأسماء. لقدسيتها وأهميتها في موروثنا الديني والتاريخي والحياتي, فعندما أراد الله –سبحانه وتعالى- أن يجعل له في الأرض خليفة أورثنا من فضله الأرض المباركة, التي بارك فيها وحولها, وهي الجامعة التي جمعت في ظلها جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في ليلةٍ إسراء أسرتهم وأطلقتهم بنداء واحد للصلاة والإعلام بالشيء. فهي وهي المبعث وهي الشجرةُ النادرة بجذورها وقديمها إلى عصرنا هذا، وقال تعالى في كتابه العزيز: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]. والإكمال والكمال يتجدد كل يوم, ويتجدد بدخول غير المسلم في دين الله, فكل يوم يكتمل بشهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله, إذ شعار ليلة الإسراء النداء, لذلك يبقى النداء قائما وذلك من شعائر الله، إن هذه الشجرةِ التي لن تموت بعونه، وستسمو سمو شجرتنا النادرة، أغصانها تأبى كل ما تهدمه يد احتلال وستحرر القدس بالتسخير والتحرير، والتحرير قائم على الاستقامة, وهو مبدأ، فيمحو الله ما يريد من أسماء مهوَّدة وخطط مدبرة.
مشاركات المستخدمين