أنت هنا

$5.99
الصـومال ومشكلات الوحدة الوطنية من الممالك القبلية الى المحاكم الاسلامية

الصـومال ومشكلات الوحدة الوطنية من الممالك القبلية الى المحاكم الاسلامية

0
لا توجد اصوات

تاريخ النشر:

2011

isbn:

978-9957-551-01-8
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

تعرض الصومال لأطماع استعمارية من قبل الدول الأوروبية الغربية لما يمتلكه من موقع استراتيجي في منطقة القرن الإفريقي، وإشرافه على طرق الملاحة الدولية. هذه الأهمية الجيوليتيكية جعلت الدول الأوروبية تتنافس فيما بينها للسيطرة على إقليم معين من الأقاليم الصومالية، وقد أدت هذه المنافسة بين الدول الاستعمارية إلى نشوب صراع فيما بينهما، أسفر عن تقسيم إقليم الصومال الكبير بين ثلاث دول هي بريطانيا وفرنسا وايطاليا. مع دخول دولة افريقية في هذا المخطط التفتيتي للمجتمع الصومالي، وهي دولة إثيوبيا، لما تملكه من دعم غربي مسيحي، جعلها في نهاية المطاف تضفر بنصيب كبير من الأراضي الصومالية، هذه الأطماع الاستعمارية أدت بالدولة الصومالية الفتية، بعد الاستقلال إلى حدوث مشكلات على صعيد الوحدة الوطنية الكبرى، ذلك لأن هذه الدولة لنم تستطع توحيد سوى إقليمين فقط من أقاليم الصومال الخمسة، وهي الإقليم الشمالي (البريطاني) والإقليم الجنوبي(الايطالي)، ولكن بقيت ثلاثة إقليم ترزخ تحت الاحتلال الأجنبي، هذه المشكلة أدخلت الدولة الصومالية بعدد من الحروب والاشتباكات المسلحة مع دول الجوار الجغرافي استمرت إلى عقد الثمانينيات من هذا القرن الماضي، لكنها دون ان تحقيق الهدف الصومالي في استعادة أراضيه المغتصبة.
وفي ظل ما يسمى بالنظام الدولي الجديد، وانفراد الولايات المتحدة في ترتيب أوضاع العالم وفق تصوراتها الخاصة لهذا النظام، بعد غياب المنافس التقليدي (الاتحاد السوفيتي) أخذت الولايات المتحدة تؤدي دوراً رئيساً في تسيير الأحداث داخل دول العالم الثالث، وبدأت تأخذ دور اللاعبين الصغار في اللعبة السياسية، بعد ما كانت تعتمد على الدول الحليفة لها، عن طريق زجها في حروب خارجية مع غيرها من الدول نيابة عنها، والتي سميت في حينها (الحروب بالنيابة)، التي حدث منها الكثير في العقود الماضية، لكي تحقق أمريكا من هذه الحروب أهدافها التوسعية في بقاع العالم. هذه العوامل مجتمعة جعلت الولايات المتحدة تتجه صوب الدولة الصومالية، لتفكك أوصال الشعب الصومالي عن طريق القبلية والإقليمية، ومن ثم التدخل في شؤونه الداخلية الذي بدا جلياً منذ أواخر الثمانينات، وما زال مستمراً حتى وقتنا الراهن أدى هذا التدخل في محصلته النهائية إلى سقوط نظام سياد برى ومن ثم تفكك الوحدة الوطنية الصومالية.
ويعود اختيار هذا الموضوع هو لما لمسناه من معاناة واضحة للشعب الصومالي على طريق تحقيق وحدته الوطنية على الصعيد المحلي (ضمن نطاق الدولة الصومالية)، ووحدته الاقليمية على طريق تحقيق دولة الصومال الكبير، الذي يجمع كل أبناء الصومال في وحدة كيانية واحدة، فضلاً عن إدراكنا إلى أهمية دراسة الموضوع الصومالي، وخاصة وأن هذا الموضوع لم يحظ بالاهتمام الكافي من قبل الباحثين في قطرنا العزيز. باستثناء قلة من الدراسات.
لقد واجه الباحث في هذه الدراسة، صعوبات كثيرة من حيث قلة المصادر وقلة الكتابات عن هذا الموضوع، فضلاً عن غياب الدراسة الميدانية، بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها قطرنا العزيز، ولذا فقد واجه الباحث معضلة كبير في الحصول على الوثائق المهمة والمتعلقة بصلب الموضوع، وذلك لغياب كيان الدولة الصومالية، مما تعذر على السفارة الصومالية في بغداد. تزويد الباحث بالوثائق والمعلومات المهمة، ولذا استعاض الباحث عن هذه الوثائق بالخرائط التوضيحية، التي لم يضعها الصوماليون، وإنما وضعها المستعمرون الغربيون، أبان احتلالهم لمنطقة القرن الإفريقي.