أنت هنا
نظرة عامة
مثلت نهاية القرن العشرين تحديا كبيرا للقرن الواحد والعشرين الجديد الذي تسلم منه راية التقدم البشري، ولكن هل استفاد العرب من هذا التقدم؟ وهل وضعت هذه التحديات حدودا لتبعية الأنظمة العربية للغرب ولقمع الشعوب وتجويعها وتجهيلها وشل حركتها وتفاعلها مع ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال التي تشكل الأساس للعولمة بعناصرها الرئيسية: الاقتصادية والسياسية والثقافية؟
وقد لا يكون من المستغرب أن يعتري الفتور والاسترخاء أمة من الأمم فتتخلف عن ركب الحضارة وتفوقها وعناصر التقدم ومعطياته حينا. لكن ما عليه حال الأمة العربية هو إصابتها بكبوة طال تعثرها من شدة وقوعها وغور جراحها ومساهمة طبابة بعض الأنظمة في تعميق هذه الجراح. وكم كنا نتمنى أن تكون كبوة تنهض منها الأمة بعد وقوعها.
لقد كشفت ملابسات حرب الخليج الثانية واحتلال العراق تباشير نظام عالمي جديد تحكم العلاقات الدولية فيه، كما في أي نظام دولي جديد، في مراحل سابقة، دول العمالقة؛ الاقتصاديون والعسكريون. والولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة العظمى الوحيدة التي تنفرد بامتلاك القوتين العسكرية والاقتصادية الآن، وهي بالتالي وحدها ستظل تتحكم بدقة في السياسة الدولية في جميع مجالاتها ما لم تتبلور مراكز قوى متعددة وفاعلة، وما لم توجه ضربات تاريخية تحد من سيطرتها وسيطرت مجتمعها الصناعي الإمبريالي على العالم.
هذا الكتاب يحاول الإجابة عن السؤال الأهم بالنسبة لنا كعرب ومسلمين وهو: هل يستطيع العرب والمسلمون إيجاد موطئ قدم لهم في عالم اليوم الذي مفتوحا على مقاييس كل الأقدام، الصغيرة منها والكبيرة؟ وهل يمتلكون في ذواتهم، قبل اعتمادهم على الخارج ما يتيح لهم إيجاد موطئ القدم هذا؟
مشاركات المستخدمين