أنت هنا
نظرة عامة
القرآن الكريم كتاب جمع الله تعالى فيه كل شيء، وما أنزل الله تعالى كتاباً فيه مكرمة أو منقبة أو فضيلة إلا وسجلها في هذا الكتاب. قال تعالى: ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )(الأنعام:38) .
وفي الواقع إن معرفة مقامة أو قيمة هذا الكتاب صعب للغاية ولا يمكن لأيّ إنسان مهما أوتي من علوم ومعارف أن يقف على حقيقة معرفة القرآن فضلاً عن قيمته ومكانته فإنما حاول علماء الإسلام أن يقربوا للناس معـنـى هـذا الكتـاب ، يقـول : محمـد ابن عبد الله دراز رحمه الله تعالى : =إن تعريف القرآن تعريفاً تحديديا فلا سبيل لذلك.
يقول علماء اللغة : أن لفظ القرآن في الأصل مصدر من قرأ . يُقال قرأ قراءة وقرآنا . ومنه قوله تعالى : )إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )(القيامة:17-19).
يقول الزرقاني في كتابه : (مناهل العرفان) : أما لفظ القرآن فهو في اللغة مصدر مرادف للقراءة ثم نقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسماً للكلام المعجز المنزل على النبي * . من باب إطلاق المصدر على مفعوله .
القرآن : كما يقول علماء أصول الفقه : هو كلام الله تعالى المعجز المنزل على سيدنا محمد * باللفظ العربي المكتوب في المصاحف ، المتعبَّد بتلاوته ، المنقول إلينا بالتواتر المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس .
وبتعبير أدق : القرآن الكريم هو الذي عجزت الإنس والجن عن الإتيان بمثل أقصر سورة من سوره . والقرآن العظيم لا تصح الصلاة إلا بتلاوة شيء منه ، كما أن مجرد تلاوته عبادة يُثاب عليه المسلم . والقرآن هو ما ينقله جمع عظيم عن جمع غفير يؤمن في العادة تواطؤهم على الكذب .
وقد علمت ـ الآن أيها القارئ كيف تعددت آراء العلماء في تعريف القرآن الكريم ، وذلك بسبب تعدد الرَّوايا التي ينظر العلماء منها إلى القرآن . ونحن لا نذهب بك بعيداً في تعريف العلماء عن القرآن خوفاً من الخروج عن عنوان البحث : =القرآن وقيمته عند الله+ ولعل عظمة هذا الكتاب أو قيمته تتجلى في أسماء سمى الله تعالى بها هذا الكتاب فيزداد الناس معرفة بقيمة هذا القرآن العظيم ومكانته عند الله سبحانه .
مشاركات المستخدمين