أنت هنا
المأساة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
كتاب " المأساة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث " ، تأليف عبد الواحد ابن ياسر ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من مقدمة الكتاب :
ليست المأساة مجرد صيغة درامية من بين صيغ أخرى، وإنما هي التعبير الأسمى عن الجوهر المأساوي، والنموذج الأصلي الذي لا يمكن إدراك القواعد الشعرية والأسس الفلسفية والجمالية للجنس التراجيدي- وربما الدرامي ككل-، إلا بالاستناد إليه. وقد تحقق ظهور التراجيديا مرتين في تاريخ الثقافة الغربية: الأولى في القرن الخامس قبل الميلاد، مع التراجيديا الإغريقية، والثانية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، في إنجلترا أولا، ثم في فرنسا وأسبانيا. وعاشت في المرة الأولى قرنا من الزمن، ولم يتجاوز عمرها في المرة الثانية- مع العصر الإليزابيثي- ستين سنة. أما في فرنسا، فقد تزامن ازدهارها مع ما يسمى في التاريخ الفرنسي بالقرن العظيم.
وفي كل مرة، كان ظهور التراجيديا يتم في لحظة تاريخية تتسم بالقطيعة، أي في تلك اللحظة التي تعجز فيها البنيات الاجتماعية القائمة عن الاستمرار، وتبدأ في التغير والزوال. وهذا ما حدث بالنسبة للنظام الأوليغارشي الأرستقراطي اليوناني القديم، والنظام الإقطاعي في أوروبا في نهاية العصر الوسيط. وبذلك كانت التراجيديا أكثر الفنون تعبيرا عن الوعي الجمعي والفردي في لحظات القطيعة التاريخية...
مشاركات المستخدمين