كتاب " انماط العلاقة بين الحضارات...نظرية تعارف الحضارات أنموذجاً " ، تأليف: زياد عبد الكريم النجم ، نقرأ من الكتاب :
لقد مرت الحضا ا رت الإنسانية عبر صيرورتها التاريخية بأحوال اتصلت فيها مع بعضها البعض، وأحوال أخرى لم يثبت حدوث الاتصال فيما بينها. ولكن في الغالب كان الاتصال قائماً بين الحضا ا رت، وقد تميز هذا الاتصال بفت ا رت حدث فيها ص ا رع وتصادم وتنافس، وفت ا رت أخرى كانت فيها التواصل إيجابياً إذ تعاونت وتعايشت وتحاورت فيما بينها. وقد شكلت هذه الثنائية ) الحوار والص ا رع ( مادة غنية للبحث والنظر في أنماط وأشكال العلاقة بين الحضا ا رت. وبالتالي فقد أوحت هذه الثنائية للمفكرين والباحثين بنظريات مختلفة كل حسب ق ا رءته للتاريخ، فذهب فريق منهم إلى أن الص ا رع هو الأصل الذي يحكم العلاقة بين الحضا ا رت، وما حالات السلم التي وجدت عبر التاريخ سوى م ا رحل اقتضتها ظروف تاريخية معينة، وهذه الرؤية تولدت عنها نظريات جعلت من الص ا رع الحضاري منطلقاً لها كنظرية "صدام الحضا ا رت" ل "صموئيل هنتنغتون ". وذهب فريق آخر إلى أن العلاقة بين الحضا ا رت غلب عليها التعايش والتحاور والتسامح، أما الص ا رع الذي وجد بينها فهو محدود بظروف معينة وهو طارئ واستثناء، وليس أصلاً لهذه العلاقة وقد أخرجت هذه النظرة إلى حيز
مشاركات المستخدمين