أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " بورسلان " ، تأليف أيمن عبوشي ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
طرَق الباب بخفة خجولة، ولم يفتح؛ حتى سمع صوتاً مكتوماً يأذن له بالدخول. لاذ بأقرب كرسي تعثر به. قبض مسنديه محاولاً أن يجلو الستيل اللامع بكفيه الناعمتين، استرق نظرة أو نظرتين إلى النائب العام القابع، بعيداً خلف المكتب الكبير، يحجب نصف الواجهة الفخمة للغرفة. وجده صامتاً، باهتاً لا يشي وجهه بأية ملامح؛ تدفعه إلى التفاؤل أو التشاؤم.
ساد الصمت فترة من الزمن. ظهر التوتر جليا على وجه مرجي باشا، رئيس حزب الأغلبية، وكان النائب العام الذي تربطه علاقة وطيدة بالباشا يحاول مواساته بشتى الطرق. حاول الوزير استراق بعض الهمس بينهما: "اهدأ. لا تتعجل. كل مشكلة ولها حل. وكما فرضّته على الحزب، تستطيع أن تخلعه. أنت قلت بلسانك إنك أتيت به من الشارع، إنه رجل هشّ ومهزوز. والآن؛ جاءتك الفرصة لذلك.".
ردّ مرجي باشا بصوت خفيض: "المشكلة أننا صنعنا له شعبية في البلد. صحيحٌ أنني أستطيع مسحه كما أوجدته من العدم، لكن الخسائر ستكون فادحة".
كانت حكومة مرجي باشا على شفا الانهيار، وتعلق كل شيء بأقوال الوزير. لم يعوّل الباشا كثيراً على ما قد يقوله هذا الرجل، لكنه تعلق بخيط الأمل، علّه يجد في كلامه ما ينقذه من المأزق. كل ما كان يبحث عنه الباشا، كان مدفوناً في التراب، في قصة حصلت قبل سنوات عديدة. حتى قبل أن يتعرف على الوزير.
مشاركات المستخدمين