جهود علماء الأندلس في خدمة التاريج والتراجم

كتاب " جهود علماء الأندلس في خدمة التاريج والتراجم " ، تأليف محمد سيف الإسلام بوفلاقة ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع .
ومما جاءفي مقدمة الكتاب :
موضوع هذا البحث هو«جهود علماء الأندلس في خدمة التاريخ والتراجم-ابن الخطيب وكتاب (الإحاطة)نموذجاً- ».
        وترجع صلتي بهذا الكتاب، ومؤلفه إلى سنوات خلت،حين أتيح لي الاطلاع على كتاب: «الإحاطة في أخبار غرناطة»،في مكتبة والدي،فوجدته أهمّ مصدر،بعد كتاب: «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب»للشيخ أحمد بن محمد المقّري التلمساني،في دراسة التاريخ السياسي، والثقافي، والأدبي، للأندلس والمغرب،فقد قدّم لنا ابن الخطيب الأندلس تاريخاً ،وثقافة من خلال غرناطة،وهو عبارة عن موسوعة أدبية شاملة،فيها من أنباء غرناطة،وسير ملوكها،ووزرائها،وأخبار شعرائها وكُتَّابها،وفيه من المعلومات-بحسب علمي- ما لا مثيل له في أي كتابٍ أندلسي آخر،وخاصة ما يتعلق بأعلام مدينة غرناطة.
      ومما حفّزني على المضيّ قُدماً في خوض غمار هذا البحث أنّني لم أعثر على دراسة متخصصة في موضوع  «التاريخي والأدبي في كتاب (الإحاطة في أخبار غرناطة)لابن الخطيب »، باستثناء بعض الدراسات التي تناولت جوانب أخرى من هذا الرجل المتعدد الجوانب،وأذكر من بينها:
1-دراسة وتحقيق  محمد الشريف قاهر لديوان الصّيب والجهام والماضي والكُهام للسان الدين ابن الخطيب،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،الجزائر،1973م.
2- دراسة محمد بن أبي بكر التطواني:ابن الخطيب من خلال كتبه،تطوان،المغرب،1974م.
3-دراسة عبد الهادي بوطالب،وزير غرناطة لسان الدين محمد بن الخطيب،دار الكتاب،الدار البيضاء،المغرب،1960م.
4-دراسة محمد عبد الله عنان:لسان الدين بن الخطيب حياته وتراثه الفكري،نشر مكتبة الخانجي،1968م.
5-دراسة الحسن بن  محمد السائح،منوّعات ابن الخطيب،منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،مديرية الشؤون الإسلامية،المملكة المغربية،1398هـ،1978م.
 لكن بحثنا يختلف عن تلك الدراسات،فيدرس الكتاب،  دراسة تحليلية ،مُركزاً على الجوانب التاريخية،والأدبية فيه.
 وقد كان من بواعث اختيارنا لهذا الموضوع أيضاً إيماننا بضرورة الاهتمام بالتراث الأندلسي ،والمغربي الذي لم يحظ باهتمام الدارسين كما حظي صنوه في المشرق العربي،ولم يلق العناية الكافية حتى الآن،وخاصة إذا تعلق الأمر بشخصية علمية متميزة لها منزلة رفيعة بين علماء،وأدباء العالم كافة،هذه الشخصية المتعددة الجوانب،ومع ذلك لم تحظ إلا بالنزر اليسير من جهود الباحثين العرب.
 هذه بعض الدوافع التي حفزتنا على اختيار هذا الموضوع« جهود علماء الأندلس في خدمة التاريخ والتراجم-ابن الخطيب وكتاب (الإحاطة)نموذجاً- ».
  وكانت الأهداف من البحث،هي:النظر في حياة ابن الخطيب،والتعريف بشخصيته، والكشف عن حياته الخاصة،ووصف عصره وبيئته،وتعدد آثاره،ومصنفاته،ودراسة كتابه الإحاطة،وتحليل محتواه،والتركيز على الجوانب التاريخية،والأدبية فيه،ولمّ أشتات الموضوع الموزعة على أربعة مجلدات، وسفر به نصوص لم تنشر من قبل،وإظهار قيمة الكتاب التاريخية، والأدبية،وتبويبه،والبحث عن مصادر ابن الخطيب،ودراسة أسلوبه،ومنهجيته...
   وقد جاء البحث،في مدخل،وخمسة فصول،وخاتمة.