أنت هنا
نظرة عامة
كتاب "دور التلفزيون في قيم الاسرة " ، تأليف د. وعد ابراهيم خليل الامير ، والذي صدر عن دار غيداء للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
ان التغير الاجتماعي حقيقة ماثلة في المجتمعات الانسانية كلها، ومن صفات التغير الاجتماعي المهمة هي الشمولية، أي شمولية التغير لكل جوانب البناء الاجتماعي المادية والمعنوية، ومن المعروف ان التغير في الجوانب المادية يكون اسرع من التغير في الجوانب المعنوية وذلك لان الجوانب المادية تتغير بتغير مناشئها أو استعمالاتها أو طرائق الحاجة اليها، اما الجوانب المعنوية فهي اكثر ثبوتا منها لارتباطها باشياء حسية ذات سمات شبه مستقرة، وهناك حقيقة جديرة بالاهتمام وهي ان التغير في الجوانب المادية ينعكس بالتالي على الجوانب المعنوية ويسهم في تحريكها وتبدلها ولو بصورة جزئية تبعا لقوة ذلك العامل المادي وتبعا لظروف المجتمع التي ظهرت فيه وخصائص سكان ذلك المجتمع.
والتغير الهائل الذي حصل في وسائل الاعلام على مدى السنوات الماضية اكسبها قوة تأثيرية واسعة في حياة المجتمعات التي تحويها، فمن منا يمضي عليه يوم دون ان يقرأ أو يسمع أو يرى اخباراً، وآراء، وافكاراً، واذواقاً عديدة ضمن المجتمع الذي يعيش فيه من خلال احدى وسائل الاعلام التي ترافقنا في حياتنا اليومية بصورة دائمية.وقد برز التلفزيون من حيث كونه اقوى وسيلة اعلامية من حيث الانتشار والتأثير وذلك لما يتمتع به من امكانيات تجمع بين الصورة والصوت لتربط اهم حاستين للانسان بهذا الجهاز وتزوده بالمعارف والافكار والقيم من خلاله.
وانطلاقا من الاهمية التي احتلها التلفزيون في حياتنا اليومية والتي اخذت آثارها تزداد كل يوم حتى وصلت إلى الجوانب المعنوية في شخصياتنا، ومنها القيم التي تحدد سلوكنا وتصرفاتنا وبواسطها نحكم على سلوك الآخرين، لذا جاء بحثنا الحالي (دور التلفزيون في قيم الاسرة) ليوضح هل هناك علاقة بين التلفزيون والقيم وما هي طبيعة الدور الذي يمارسه التلفزيون في القيم.
ونظرا لقلة الدراسات الاجتماعية في هذا المجال (التلفزيون والقيم) تأتي اهمية التلفزيون والقيم الحالي محاولة لوضع اضافة ولو بسيطة في هذا المجال، وكانت التلفزيون والقيم تتمثل في التعرف على دور التلفزيون في القيم الاسرية من خلال ثلاث وظائف تمثل هذا الدور وهي (التزود، والتدعيم، والتغير) واختار الكاتب ثلاثة مجالات للقيم تعد من اهم مجالات القيم في الاسرة وهي (الزواج، والعلاقات الاسرية، والموقف من المرأة) واطلق عليها (قيم الاسرة) للتعرف من خلالها إلى دور التلفزيون في هذه المجالات.
وقد اختار الكاتب عينة عشوائية من مجتمع الموصل لتكون مجتمع بحث للدراسة، ومن اسباب هذا الاختيار ان مدينة الموصل تمتاز بصفة الالتزام القيمي اكثر من غيرها وكذلك لان الكاتب هو احد ابناء المدينة ومن ثم سيساعده ذلك على التعرف عن قرب إلى تفاصيل الحياة الاجتماعية فيها بصورة ادق. هذا من جهة ومن جهة اخرى فان المدينة يصلها بث تلفزيوني خارجي لبعض القنوات غير العراقية من الدول المجاورة وهذا يشكل عامل جذب وتأثير في الوقت نفسه اذ انها تحمل في طياتها صوراً عن حياة وافكار وقيم وثقافة شعوب تلك الدول، وقد يكون بعضها غريبا عن مجتمعنا مما ينعكس سلبياً على مشاهدي هذه القنوات.
مشاركات المستخدمين