أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " رحلة الضياع " ، تأليف ديمة جمعة السمان ، من اصدار دار الجندي للنشر والتوزيع ، نقرأ من الكتاب :
بحّار.. بحّار يا سيّدتي.. شتّت النّوّ سفني.. مزّقت الرّيح شراعي.. هدم الموج مركبي.. ابتلع اليمّ رفاقي. الموت خلفي وحش يلاحقني.
هلاّ فتحت الباب وآويتِني؟
قالت حميدة:
- "هناك طارق بالباب" .
نظرت خلود إلى أمّها نظرة استغراب:
- " الجوّ عاصف.. والبحر هادر.. والرّيح شديدة.. إنّه صوت الرّعد يدوّي.. يدفع النّوافذ.. ويهزّ الباب.. فتظنّين أنّها يد طارقٍ للباب يا أمّي. من سيأتينا في مثل هذا اليوم؟ لو تجرّأ أحد وأقدم سيجرفه البحر إلى أعماقه.. فموج البحر يكاد يصل عتبة البيت ".
تدخّل إدريس يدحض قول أمّه:
- " إنّه صوت البحر يجلده الرّيح.. فتستغيث أمواجه.. هل تسمعين صوت عذابه يا أمّي ؟"
تلاه خميس يؤكّد شدّة العاصفة:
- " إنّها العاصفة ترمي الغيم في فم البحر.. تسقيه بعد أن جفّ حلقه خوفاً من صوت الرّعد ومنظر السّفن يحرقها البرق على سطح مائه يا أمّي".
نهضت حميدة تقول:
- " لن أكذّب أذني. أنا أسمع صوت استغاثة".
حذَّرها ابنها إدريس:
- " لا تفتحي الباب يا أمي، قد يعصف البحر ببعض مائه".
مشاركات المستخدمين