أنت هنا
نظرة عامة
هذه صور ومواقف من تاريخنا؛ تاريخ العرب والمسلمين مواقف بطولية وغيرها متخاذلة لقادة وزعماء ونساء ورجالاًَ مروا بتاريخ هذه الأمة وسجل التاريخ ما عملوا وقدموا لأمتهم ووطنهم، لينالوا ثناء وتمجيد الأجيال التي لحقتهم أو لعنتها بسبب ما قدمت أيديهم. فالتاريخ سجل الأمم وذاكرتها، وعلى هذا تُعقد المحاكم لكل من أساء وفرط بحق وطنه وأمته أو أحسن فيحكم لهم أو عليهم مهما تقادمت السنين ومرت الأيام، فالشعوب لا ترحم من خانها وتسبب في ضياع أوطانها وتخلفها عن ركب الحضارة الذي لا يتوقف ولا تكف عن الفخر والاعتزاز بأبطالها ومن ضحى في سبيل عزتها وكرامتها.
هذه صور ومواقف من تاريخنا لابد للأجيال العربية الصاعدة من معرفتها والوقوف على حقائقها، خاصة في هذه الأيام والظروف التي تعيشها أجيالنا الصاعدة والغائبة والمغيبة عن كل ما جرى ويجري من حولها، فمن خلال الاحتكاك بشبابنا الصاعد في المدارس والمنتديات وعلى شاشات التلفزة نرى كم مقدار الجهل بأحداث تاريخ الأمة وماضيها تماماً كما هو الجهل في الأحداث المعاصرة التي مرت بها الأمة وكان لها أعظم الأثر في حياتنا الحاضرة والمستقبلية؛ لاسيما وأن التاريخ أصبح يدرس كمادة اختيارية في مدارسنا، وإذا دُرس فيتم تناوله بسطحية وسرد ممل ليس هناك أي فائدة كبيرة منه.
والغريب أننا كنا نظن أن هذه الأجيال الشابة الصاعدة سوف يكون لها شأن آخر ودراية واسعة بكل ما يحيط بـها أكثر مما كان للأجيال السابقة والتي عاشت عقود الخمسينات وما بعدها وحتى العقد الثامن من القرن الماضي، وذلك بسبب انتشار وسائل المعرفة المختلفة بين أيديها من شبكة عنكبوتية إلى فضائيات مختلفة وخلويات وغيرها من وسائل المعرفة والتي لم تكن متاحة سابقاً.
ولكن ما نراه هو العكس تماماً فهذه الأجيال ورغم توفر كل الإمكانيات بين يديها إلا أن جهلها مطبق في مختلف شؤون الحياة الجادة ومعرفة تاريخها وما يدور حولها من أحداث معاصرة، فهي تركز كل اهتماماتها بأنواع السيارات والخلويات وأماكن اللهو المختلفة أو تكدح وراء لقمة عيشٍ هاربة بالكاد تحصل عليها ولا تترك لها مجالاً للتفكير والاهتمام بما هو فوق الحصول على أدنى متطلبات حياتها.
(من مقدمة المؤلف)
مشاركات المستخدمين