أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " صفحات مطوية من التاريخ " ، تأليف عيسى إبراهيم اللوباني ، والذي صدر عند دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2014 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
هذه صفحات من التاريخ لاسيما تاريخنا العربي الإسلامي التي باتت شبه مجهولة لأجيال الشباب من أبناء أمتنا، صفحات سجلها كتّاب ومؤرخون في أزمان بعيد وأخرى قريبة، ولكن وبسبب ظروف أولئك الكتاب والمؤرخون فإن كتبهم وبكل ما فيها من تواريخ وأحداث هامة لم تعد متوفرة لكل قارئ ولأسباب كثيرة منها من توفي أصحابها ولم تجد من يعيد طباعتها وأخرى فُقدت من مكتبات الأسواق بسبب قِدَمْ تواريخ كتابتها، ولم تَعُدْ موجودة إلا في بعض المكتبات العامة والكبيرة والتي قلما يرتادها وياللأسف شبابنا المعاصر وأجيالنا الجديدة والتي تعول عليها الأمة بناء مستقبلها وتقدمها المنشود. هذا المستقبل الذي لا يمكن أن يُبنى على أسس متينة وسليمة ما لم يعتمد على استيعاب أحداث تاريخنا وتواريخ بعض الأمم الأخرى، وأخذ الدروس والعبر من خلالها الاستفادة من الإيجابيات وطرد السلبيات والمعوقات التي تحول دون الانطلاق نحو التجديد والتقدم وكل ما يؤدي إلى حماية الأوطان واستقرارها وازدهارها في الوقت ذاته.
وبشرط أن ندرس التاريخ بروح علمية وموضوعية، مستبعدين إضفاء القداسة على أي حدث أو شخصية مرت بالتاريخ باستثناء ما تُجمع الأمة على تقديسه وهم الرسل والأنبياء، أما مادونهم فالكل قابل وضعه للنقاش والأخذ والرد، والتخطئة والتصويب، فليس كل ماضٍ مقدس وصحيح كما يظن البعض ويفتكر ومنه يطلق الأحكام.
والحقيقة أن أمتنا العربية والإسلامية تقع في مثل هذا، فلإن تاريخها يُطلق عليه خطأ التاريخ الإسلامي فإن أبناء هذه الأمة لا يطيقون أية انتقادات توجَّه إلى هذا التاريخ، فبنظرهم أنه تاريخ مقدس وبكل ما مرَّ عليه من انتصارات وهزائم، ومن ازدهار وانحطاط، وعدل وظلم وغنى وفقر. كل ذلك لأننا نسميه خطأ التاريخ الإسلامي وهو في الحقيقة تاريخ المسلمين وليس تاريخاً إسلامياً فالإسلام هو عقيدة «سماوية» ومبادئ سامية راسخة وهي توجه الأحداث لمن يتمسك بها وبحقيقتها. ودائماً نحو ما يرتقي بالإنسان ويسعد حياته.
أما التاريخ فإنه صناعة بشرية صنعها البشر بكل ما في أنفسهم من قوةٍ وضعفٍ ومن سموٍ وانحطاطٍ من النفوس الصافية المخلصة إلى تلك الاّمارة بالسوء والتي تميل إلى الفحشاء والمنكر وتقدم مصالحها العاجلة على مصالح أمتها، من النفوس المستقية والتي تأبى الانحراف تحت أي ظرف من الظروف إلى النفوس التي تهون على أنفسها وتتمسك بالصغائر وتهفو إلى الملذات ولو بأي ثمن.
لهذا كله فإننا لم نرَ يوماً التاريخ يسير بخطوط مستقيمة إنه دائم التعرج والانحناء والنهوض والكبوات تبعاً للنفس البشرية التي تقوم بصنع أحداث التاريخ سواء أكان تاريخاً للمسلمين أو غيرهم. فالإسلام جاء ليهذب النفوس ويرشدها إلى الطريق القويم، ولم يأتِ ليغير الفطرة التي فطرها الله عليها.
وعلى العموم فإننا في هذا الكتاب نقدم عرضاً لأحداث تاريخية ربما أصبحت في زوايا النسيان ومن الصعب العثور عليها. وهي أحداث نظنها مشوقة للقارئ، ففيها التسلية والمتعة والإفادة في الوقت نفسه.
وإننا نرجو أن نكون قد وفقنا فيما قمنا به وعرضناه من أحداث.
والله الموفق،،،
عيسى اللوباني
عمان: 1/6/2013م
مشاركات المستخدمين