0
لا توجد اصوات
ديوان (صفير الجوّال آخر الليل)، هو جولة مضنية في دروب الأسى والمأساة التي شدّت من قبضة حصارها على أعتاب ألفية جديدة ليس في وجه الإنسان العراقي فحسب، وإنما الكائن الإنساني في كل مكان من العالم؛ حيث أن شعريّة البهرزي تعتمد الرؤية، ورؤيته تعتمد الفلسفة، وفلسفته تشتغل على الهمّ الإنساني في عصوره وعصاراته منذ بدء الخليقة حتى آخر لحظة كونية في الزمن البهرزي· وقصائده ليست اشتغالاً على اللغة ــ العكس صحيح أيضاً ــ وإنّما معالجة ذهنية نفسية وجودية لمفردة الإنسان/ الكائن إزاء قوى الطبيعة التي تقتصّ من وجوده وتستلبه شذر إنسانيته· فالتاريخ البشري إنما هو تأريخ الاستلاب الإنساني، والحضارات المتوالية وقيام الامبراطوريات إنما هي وثائق رقمية وثبوتية على استراتيجية الاختزال ومسلسل هدم كيان الإنسان، منذ عصور آلهة بابل وأثينا حتى آلهة التكنولوجيا وحرب النجوم· والهمّ لدى إبراهيم البهرزي، ليس الحصول على عشبة الخلود الجلجامشية، وإنما إعادة الإنسان إلى إنسانيته أو إعادة الإنسانية إلى الإنسان، من خلال الانتصار على الخرافة والوهم !·
مشاركات المستخدمين