حياة الكاتب صالح عثمان اللحام
صاحب دار نشر العلوم وكذلك الدار العثمانية للنشر والتوزيع وكلاهما في عمان - الأردن.
قد يضحك الشخص أنا أو أنت أو غيرنا وقد نبكي كلنا أو بعضنا، ولما نضحك فإن ضحكنا إنما هو سعي منا للسعادة، وبكاؤنا إنما لبكائنا على سعادة فقدت أو نحن نخشى من زوالها.
وكما أن البكاء حاجة إنسانية يفرغ من خلاله أحزانه وهمومه ويجلي صدره، والتجهم ليس قرينه، ومن الناس من اعتاد عدم الضحك، فهذا شأن لهم ومن الناس من منظره بريد التجهم الذي يخفي وراءه أشياء ، ومن الناس فمرآه يدل على تشاؤمه، فهذا خطير وضعه، تجتنب رفقته!
وكذلك الضحك إنما هو حاجة إنسانية، وليس كل الضحك يأتي من خلال الطرفة أو التهريج، بل السعادة أصل ذلك كله.
وللضحك آداب وأحكام ومقدار، وهو علم بذاته أو قلْ: فن، ولا أقصد بذلك مقابل التمثيل والرقص ... بل ذلك موهبة من الله لأشخاص، يمكن تنميته وتطويره.
ولكن في الزمان الحالي أصبحت ترى أتعس الناس أكثرهم ضحكاً وأسرعهم بديهة في الطرف اللاذعة والأجوبة المسكتة، بل وأحلاهم وأظرفهم لفظاً، لا ولا تستطيع إيقافهم حين البدء بسرد ما عندهم، فلا تغركم المظاهر، والمؤمن صبور كتوم.
وخير من يتعلم منه آداب الضحك: معلم البشرية عليه الصلاة والسلام والمبلغ عن خالق المخلوقات العالم بما يصلح للناس ومقداره وزمانه ومكانه.
مشاركات المستخدمين