أنت هنا

$0.00
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
علماء أعلام عرفتهم / العراق

علماء أعلام عرفتهم / العراق

4.375
Average: 4.4 (8 votes)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2010
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system
كتاب مجاني
$0.00
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

لقد مَنَّ الله عز وجل على العراق برجال هم شموس أضاءت سماء العراق ولم يخصوا العراق بما وفقهم الله إليه.
وفي مقدمتهم وفي القمة منهم بركة العصر كما وصفه الشيخ علي الطنطاوي بحق هو: الشيخ أمجد الزهاوي شيخ العراقيين في المعقول والمنقول وفي سائر العلوم، الذي قيل فيه: لو ضاعت كتب الفقه الحنفي لأعاد كتابتها الشيخ أمجد. ومهما يُقَل في حقه فهو قليل، لقد أهمّه أمر المسلمين قاصيهم ودانيهم، لقد كانت خدمته الإسلام أكبر همه ومبلغ علمه وما أحسب أن أهل العراق أجمعوا على حب رجل وتقديره كما أجمعوا على حبه وتقديره.
قال عنه الشيخ الطنطاوي: (كان كنزاً مخبوءاً فكشفه الصواف.. عرّف الناس به واستفاد مما عنده من العلم ومن العبقرية ومن النبوغ، لولا حماسة الصوّاف لما ظهرت هذه العبقرية المخبوءة ولولا عبقرية الشيخ ما أثمرت حماسة الصواف.. الخ).
رجال من التاريخ لعلي الطنطاوي
جـ 2 ص 233
لقد ردّدت بعد وفاته ووفاة عالم آخر قول الشاعر:
وما كان قيس هلكه هلك واحد
ولكنه بنيان قوم تهدما
أما الرجل الثاني الذي سما في سماء العراق وصح أن يكون مضرب المثل في الغيرة على الإسلام والعمل له من غير كلال ولا ملل والاهتمام بأمور المسلمين عربهم وعجمهم قريبهم وبعيدهم الذي أثرّ فيّ ما لم يؤثره عالم غيره وكان له من الفضل عليّ بعد فضل الله عز وجل ما أعجز عن وفائه فهو الشيخ محمد محمود الصوّاف أمطر الله قبره بشآبيب رحمته.
وما أعرف عالما من العلماء أو زعيما من الزعماء – عدا الحسيني مفتي القدس رحمه الله – عمل لفلسطين ما عمله الصواف. وما أعرف عالما من العلماء عمل للإسلام والمسلمين في غدوه ورواحه وفي غناه وفقره وفي صحته وسقمه ما عمله الأستاذ الصواف، لقد جاءته الدنيا تجرر أذيالها فأعرض عنها ونبذها وهو في أمس الحاجة. لقد حورب بالإشاعات والأكاذيب فتكسرت أمواجها على صخرة صموده وثباته.
وثالث الرجال الذي ذاع صيته وعرفه دعاة الإسلام في شتى الأقطار والأمصار الشاعر الفحل وليد الأعظمي وأصبح شعره على لسان كل الدعاة وبخاصة بيته الفذ:
يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي
أنا بغير محمد لا نقتدي
لقد سخر الأعظمي شعره ونثره للإسلام ولعل الله عز وجل أكرمه (فأقامه في الأواخر مقام حسان في الأوائل).
لقد كان هائما بحب الرسول صلى الله عليه وسلم فشرّف شعره في القول فيه ونظمه وأكثر التأليف في شاعره حسان وفي صحابته رضي الله عنهم. ولقد كتب في فضح الأصفهاني مؤلف الأغاني كتابا ما سبقه إليه غيره.
ورابع الرجال الذي كان يأسر القلوب بما آتاه الله من مواهب وأنعم عليه من قابليات سخّرها لخدمة الإسلام والمسلمين هو اللواء الركن محمود شيت خطاب. ولو أن الأمة ألقت بمقاليدها إلى هذا الرجل العظيم وأمثاله ما أصبحت أضحوكة العالم. إن العراق ومنه الموصل ما عقم أن ينجب مثل هذا الرجل، لقد أثنى عليه المؤلف الإسرائيلي صاحب كتاب (الحرب بين العرب وإسرائيل) أثنى على عبقريته ووصفه بأنه أكبر عقلية إستراتيجية في العرب ولكنه لا يجد من يستفيد منه.
لقد أضاعت أمتنا هذا الرجل وأمثاله فضاعت.
وخامس الرجال الأفذاذ الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه – كما أحسبه والله حسيبه – الشيخ المجاهد عبد العزيز البدري الذي أقول فيه: كأن الله عز وجل أراد للرجولة والصدع بالحق أن تتجسد فتجسدت في الشيخ البدري. ولا عجب فقد تربى على أيدي علماء تتعطر الدنيا بذكرهم هم الشيوخ أمجد الزهاوي ومحمد فؤاد الآلوسي وعبد القادر الخطيب. وعسى أن يسلكه الله عز وجل في عداد من يصدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله).
وسادس هؤلاء الرجال الأخ صالح الدباغ الذي سمعت الثناء عليه ولم أُسعد بلقائه. ولقد أشاد به الأخ أبو مصطفى إشادة خبير به معجب بخصاله. وهل ينصر الله عز وجل دينه إلا برجال (من العاملين المجاهدين والأتقياء الأخفياء الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يعتقدوا) يخفون حسناتهم كما يخفي الإنسان سيئاته.
وسابعهم الأستاذ المربي عبد الوهاب السامرائي مؤسس مدارس التربية الإسلامية في بغداد وتلميذ الشيخ الزهاوي الذي كانت مدارسه منارات الهدى في العراق. ولقد عرفت فيه الصدق في القول والإخلاص في العمل وابتغاء وجه الله فيما يأتي ويذر.. ولا أزكيه على الله. وكان يزينه الهدوء والرزانة والوقار وتكاد قسمات وجهه تنطق بما حباه الله من أيمان. لقد كنت أرسى سيماء الصالحين في وجهه ولعل الله يدخله في عباده الصالحين).

(من مقدمة الكتاب)