أنت هنا
علماء دمشق و أعيانها في القرن الخامس عشر الهجري
الموضوع:
تاريخ النشر:
2014
isbn:
978-9933-10-652-2
نظرة عامة
كتاب " علماء دمشق و أعيانها في القرن الخامس عشر الهجري " ، تأليف د. نزار أباظة ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 2014 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد بن عبد الله عبده ورسوله خاتم النبيين، الداعي إلى تعظيم العلم وأهله، وتعظيم الكبار من أهل الفضل.
وبعد...
فقد منيت مدينة دمشق في الربع الأول من القرن الهجري الخامس عشر بفقدان عدد من علمائها ووجهائها وكبرائها، على نحو متتابع فأسيت لهم، وبكتهم، وكتبت عنهم كل كلام عطر، اعترافاً منها بفضلهم وبلائهم. فكان على الخلف أن يذكروا محاسن سلفهم، لتكون سيرتهم منارة هدى إلى طريق الحق.
وتأتي أهمية هذا الكتاب أنه يترجم لأعلام عاش المؤلف بين كثيرين منهم، وعرفهم، فضلاً عمن عايش أخبارهم وتتبعها، أو وصلت إليه وهم أحياء لهم مالهم وعليهم ما عليهم. فكان جديراً أن تسجل لئلا تنسى على أهميتها في تاريخ هذه المدينة العريقة.
وأضيف إلى هذا أنني غير راضٍ كل الرضا عن التراجم التي لم أجد لها إلاَّ مورداً واحداً أستقي منه، مما يضع من قيمة الترجمة، خصوصاً إذا كان ذلك المورد بعيداً عن المترجم له، لم يجتمع به، أو نقل عن مصادر غير دقيقة أو غير موثوقة. ولكنني مع ذلك مضطر إلى الأخذ من ذلك المورد الواحد، ولعل آخرين يأتون فيصححوا إن كان النقل مغلوطاً فيه، أو يثبتوا ويؤكدوا.
وكم ذا نُسيت أسماء أعلام، أو جهل الناس عنهم أموراً مهمة في حياتهم، أو اختلف الباحثون في سنوات ولاداتهم ووفياتهم، أو نُسبت إليهم أشياء ليست لهم... كل ذلك كان.
لذا رأيتُ أنَّ من واجب الوفاء تسجيل الأخبار العابرة وتقييد الشذرات المتناثرة، وجمعها في كتاب يكون مقتفياً لسلسلة كتاب علماء دمشق وأعيانها بأجزائه العشرة، الذي أصدرته مع صديقي وأخي الدكتور محمد مطيع الحافظ بدءاً بأعلام هذه المدينة الطيبة من القرون الحادي عشر حتى نهاية القرن الرابع عشر الهجرية، فيكون هذا الجزء متابعة لتلك السلسلة التي لقيت قبولاً لدى الدمشقيين وغيرهم.
على أن بعض أهل هذه المدينة الذين يحبون علماءهم ويبجلون أعلامهم قد يزعجهم أن يندرج ضمن الأعلام ناس ساءت سيرتهم أو عرفوا بانحرافات أو إساءات للآخرين، أو أخذوا بعقائد لا تروقهم.. وكأنهم يرون في كتب السير مسرحاً للمدح أو إشادة بالمكانة، والأمر فيما أظن ليس كذلك، فما كل من يترجم له قد نزل عند الله المنزلة المرضية، أو يكون من أوليائه الصالحين.. ورب امرئ يشيد به ناس يراه آخرون من شياطين الأبالسة، أو من التافهين.
التاريخ يصف الواقع دون أن يتدخل أو يؤثّر... ولا يحاكم الناسُ بعضهم بعضاً، وإنما العقبى هي العقبى، والحساب عند الله في يوم العدل.
ثم إنّ قوماً لابدَّ قائلين لقد سقط من الكتاب أعلام وعلماء لم نجد أسماءهم، وهذا أمر لابدَّ واقع، فلا يحيط أحد بكل موضوع يتطلَّبه، والفوات قائم مؤكد.. ومن قبل ألّف ناس في الفواتات كفوات الوفيات والمستدركات والذيول وأشباهها من الكتب، ولم يؤاخذ الذين أسقطوها أو سقطت منهم.
وشيء آخر يجب أن أنوه به هنا هو تفاوت الترجمات توسعاً واختصاراً، وهذا يعود عندي لأمرين اثنين أحدهما إلى المعلومات التي توافرت لي، وثانيهما إلى النشاط الذي مارسه بعض المترجم لهم مما يمارسه آخرون غيره. ويعرف ذلك كل من أخذ بهذا النوع من الكتابة.
هذا وقد عددت من الدمشقيين كل علم أو عالم ولد بها أو نشأ فيها مرحلة مهمة من حياته، أو سكنها قسطاً من أيامه، أو لجأ إليها، أو توفي فيها.
ومن الواجب التنويه بفضل كل من مدّ إليَّ يد المساعدة، أو قدّم لي ملحوظة أفادت، أو معلومة نفعت، داعياً لكلٍ منهم باسمه بالخير. ولم أكن وحدي -دون عون المولى ثم تعاون الآخرين- لأنهض بمثل هذا العمل المنسوب إلي، فقد كان من ورائي أناس أمدوني بمعلومات قيمة وصححوا لي واستدركوا علي ومنحوني أوقاتهم ومحبتهم، أذكر منهم على الخصوص الأستاذ منذر الدقر الذي عرضت عليه قسماً وافراً من تراجم الكتاب فأقر ما أقر وعدل ما عدل، بما عرف من معايشته لكثير من أصحاب التراجم، وأشكر الدكتور محمد شريف الصواف الذي أمدني ببعض تراجم مهمة. وأشكر كذلك الأستاذ الفاضل الباحث إياد الطباع والأستاذ المحقق محمود الأرناؤوط. ولئن نسيت أحداً ممن أعانني فإن المولى لا ينسى وسيجزي أوفى الجزاء وأوفره لكل من أعان. وله الفضل والمنة تعالى ومنه السداد.
ولا أنسى دار الفكر التي شجعت على نشر تلك السلسلة منذ أن كانت في أوراقها الأولى، وتوفرت على إصدارها بأحسن حلة، وفق الخطة التي انتهجها مديرها العام الأستاذ محمد عدنان سالم في نشر كل مفيد نافع... وتعهدها بالرعاية والتشجيع.
أسأل المولى عز وجل أن يسدّد نيتي، ويتقبل مني، ويحشرني في زمرة من يرضى عنهم.
إنه ولي التوفيق
نزار أباظة
دمشق 15 المحرم
1426 \2005
مشاركات المستخدمين