من هناك، من تلك البيوت الناعمة المنمنة، من على سفح في جبل لا أعرف اسمه، من ضاحية النخيل، قلت لها كما قال نزار قباني: (صباحك سكر) يا عمّـان. صباح الورد والندى والخزامى. صباح الليلك والجوري وشقائق النعمان. أتهيّأ معك الآن ليوم آخر من أيام العمر. سأقرأ في كتابك يا عمّــان -ربما اشتريه من كشك أبو علي- وأجلس في مقهى بلاط الرشيد حتى أدرس التاريخ والجغرافيا وافهم تضاريس البلد الذي أنام وأصحو بين ثلوجه وصيفه، بين خريفه والربيع. ما يزال عندي من الوقت ما يكفي لاكتشاف سبيل الحوريات وسقف السيل والمدرّج الروماني الذي يشهد على الزمان أو يشهد عليه الزمان.
مشاركات المستخدمين