أنت هنا

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
فقه الهجرة إلى الله في ظلال الحكم العطائية

فقه الهجرة إلى الله في ظلال الحكم العطائية

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2011
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

أما بعد، فحكم ابن عطاء الله السكندري يكسوها جلال من نوع خاص، أصله قلب عرف الله ذا الجلال، فصدرت عنه إشارات على طريق معرفة الحق الأعظم في الوجود، من أرقى ما صدر عمن سوى الانبياء، تحس جلالها بلا تكلف، حيث: (كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز)، وكسوة قلب ابن عطاء كسوة عارف بالله قل نظيره، -ببركة العلم بكتاب الله ونور القرآن، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم-، فبرزت منه بإذن الله حكم على طريق معرفة الله، أصولها جميعاً من الكتاب والسنة، كتب الله لها القبول في قلوب العارفين، و(من أُذِن له في التعبير: فُهِمَت في مسامع الخلق عبارته، وجُليت إليهم إشارته)، وذلك من فضل الله عليه وإذنه له، إذ إن أمثال هذه الحقائق تخرج ناقصة إن لم يكن القلب مأذوناً له إظهارها، و(ربما برزت الحقائق مكسوفة الأنوار، إذا لم يؤذن لك فيها بالإظهار).
ويكسو قلوبَ العارفين الورعُ والحياءُ وهم يتحدثون بإخلاص عن الله، وهم يعلمون أن: (لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته، فإن ذلك يُقِلُّ عملها في قلبه، ويمنعه وجود الصدق مع ربه)، وإن هذه الحقائق الكبرى قد يلتبس فيها التعبير بحسب مقام قلب الناطق بها إذ: (ربما عبر عن المقام من استشرف عليه، وربما عبر عنه من وصل إليه، وذلك ملتبس؛ إلا على صاحب بصيرة)، وليس مَن استشرف المقام كمن وصله، وكلٌّ يعبر بحسب ما صار إليه نوره فـ(تسبق أنوار الحكماء أقوالهم، فحيث صار التنوير: وصل التعبير)، وابن عطاء من أرباب التمكين، وعارف من المحققين، أفاض الله على قلبه عبارات لهداية المريدين، من أَجَلِّ عبارات العارفين الذين: (عباراتهم إما لفيضان وجد، أو لقصد هداية مريد، فالأول: حال السالكين، والثاني: حال أرباب المكنة والمحققين).
إن هذه العبارات زاد للقلوب عجيب بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، لن تنال منها إلا ما أنت باسط إليه قلبك لتأخذه، إذ: (العبارات قوت لعائلة المستمعين، وليس لك إلا ما أنت له آكل)، وهو علم نافع يزيل كثيراً من الران عن القلب، وعلامته أنه مما ينشرح له الصدر ويخشع معه القلب، لأن: (العلم النافع: هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه، وينكشف به عن القلب قناعه) وصاحبته خشية الله، فـ(خير العلم ما كانت الخشية معه)، وإنك إن تلقيت مثل هذا العلم بغير نية خشية الله صار حجة عليك، لأن (العلم إن قارنته الخشية: فلك، وإلا: فعليك)، فالحذر الحذر ممن يأخذه ليرائي به الخلق أو ليترف به العقل، فإن الله فاضحه، فـ(ما استُودِع في غيب السرائر: ظهر في شهادة الظواهر)، فابسط قلبك للأخذ من هذه الأنوار بقدر ما تستطيع، ولا تتكلف ما لا تفهمه، ولا تدَّعِ ما ليس لك، فالأمر بينك وحدك وبين الله الذي تسلك بك هذه العبارات إليه، ومنه وحده سبحانه الهدى.