أنت هنا
في خاصرة الأيام
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
كتاب" في خاصرة الأيام " ، تأليف : عبد الرزاق درباس ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أحتاجُ البحر! ذلك الأزرق الممتد كم بيني وبينه من الودِّ! حيث أعجبتني صخرة ملساء على كاسر الأمواج الموغل في الماء فصرت أقصدها برفقة القلم والورقة والقهوة ، وعيوني التي تحاول إيجاد منفذ لها (مدى أزرقين: سماء وماء) على حد تعبير إحدى الشاعرات.
قصدته أمس بعد غياب طويل فعاتبني وعاقبني...
لن أبوح بعتابه لي حفاظاً على خصوصية العلاقة وكتم الأسرار بين متحابين ، أرغمت الظروف أحدهما على الجفاء فصمتَ الثاني ولم يذلّ نفسه في طلب الوصال ؛ لكني سأكشف نوعية عقابه المؤلم وضربه المبرح لي في مقاتل جوارحي كلها:
العقوبة الأولى:كانت الصخرة الملساء قد نسيتني وانقادت لغيري ، أجل كان يجلس عليها اثنان ؛ رجل وامرأة لا أدري العلاقة بينهما أهما صديقان؟ زوجان؟ متحابان؟ ، وأمامهما حقيبة فيها من خفيف الزاد ولذيذ الشراب ما يكفيهما فقط ، وقد احتلا مكاني حيث لا شهادة تمليك لأحد هنا ، والصخور والبحر مشاع للجميع ومن الجنون أن أقترب منهما لأدّعي ملكيتي لتلك الحبيبة المحتلة ، فابتلعتُ غصتي وتنهدتُ بعمق مضيفاً للأوطان الغالية المحتلة من الداخل أو من الخارج وطناً صغيراً لي تعرض للاحتلال ، لكن لم يُذكر ذلك في نشرات الأخبار المُصوَّرة.
العقوبة الثانية أني حاولت كتابة شيء فلم تسعفني الكلمات وهربت مني ، كأني أسمع قهقهتها ساخرة من فارس شجاع ما عاد يستطيع مسك لجام جواده ، عند ذلك جلستُ منكسراً على صخرة أخرى كأني غريب وبدأت أتأمل البحر والصخور والعصافير والأسماك التي تقترب من الصخر ، وقد تعودتْ أن تجد ما تأكله أو تجد من يصطادها ، تذكرت حكاية صينية مفادها أن صياداً كان ينصرف من الشاطئ بسلة مليئة بالسمك فيجد مسكيناً متسولاً قرب الشاطئ فيستعطيه ، فيرمي له سمكة صغيرة كل يوم ليشويها ويقتات عليها ، فقابله فيلسوف بلحيةٍ بيضاء وظهرٍ منحنِ وقال له:
- أنت تظلم الفقير وتُسيء إليه.
مشاركات المستخدمين