أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " في فلسفة التربية - نظريا وتطبيقيا " ، تأليف د. أحمد علي الحاج محمد ، والذي صدر عن دار المناهج للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب الكتاب :
لعل نظرة الشك والريبة من جدوى الفلسفة ما زالت قائمة وسائدة في مجتمعاتنا العربية، ولاسيما في اليمن. فكثير من الأوساط الاجتماعية والفكرية ترفض حتى سماع كلمة فلسفة، وترى أنها رجس من عمل الشيطان، وما يترتب على ذلك من تكون وسط رافض للفلسفة.
في حياتنا العامة، وبخاصة بين أوساط المتعلمين والمعلمين نجد تعبيرات الرفض وعلامات النفور والمقاومة واضحة للفلسفة، وكأنها شيء لا لزوم له ولا أثـر له في حياة الناس والمجتمعات، وإن كانت موجودة فهي من اختصاص أفراد بعينهم نأوا بفكرهم عن الواقع، وراحو يُحلِّقون بأفكارهم في متاهات لا طائل ولا فائدة منها، كنوع من الترف الفكري الزائد، بل قد تؤدي بصاحبها إلى مسٍ من الجنون أو الجنون نفسه.
وتصورات وأحكام كهذه –لا شك- تدل على قصور فكري، وجهل بحقائق الأشياء، وطبائع الأمور، ينجم عنها قصور النظر، وتسطيح الحقائق، وفقدان المنظور الكلي لرؤية علاقات الترابط والتفاعل بين الظواهر المختلفة، والأشياء والأحداث والمواقف، وضعف فهم الأسباب والمسببات الأولى، وغير ذلك من الأمور التي تبين أنه لا حياة بشرية بدون فلسفة، وكل فرد منا له فلسفته الخاصة به، وطريقة تفلسفه التي من خلالها يتحدد منظور الفرد لعالمه، وأسلوب لتوجيه تصرفاته، وقيمة، وأنماط سلوكه، إنهـا ذلك الشعور الصامت الذي يكون رؤيتنا لما تعنيه الحياة، وتحدد قناعتنا لما نقوم به ونمارسه في ضوء حُكمه "وليس هناك من خطأ يفوق في شناعته إنكار أهمية الفلسفة للحياة.
مشاركات المستخدمين