يتناول هذا الكتاب اهم موضوع يشغل بال العالم اجمع في هذا العصر وهو اسلحة الدمار الشامل وتلك القضية التي تشغل بال الحكام والمحكومين ، والكتاب يوضح كيف ان هذه الاسلحة استخدمت منذ الحرب العالمية الاولى والى الان، ويشرح الكتاب انواع هذه الاسلحة ومنها الحرب الجرث
قراءة كتاب أسلحة الدمار الشامل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مقدمة
لقد شهد هذا القرن الماضي تطوراً سريعاً في نوع الأسلحة المستخدمة في الحروب وفي كفاءة هذه الأسلحة وقدرتها التدميرية. ففي مطلع القرن العشرين وفي الحرب العالمية الأولى استخدمت الأسلحة الكيماوية بشكل منظم أدى ذلك إلى إصابة أعداد كبيرة من كلى الطرفين المتحاربين رغم أن نوع وطريقة استخدام هذه المواد في تلك الحرب كان بدائياً نوعاً إذا ما قورن بالتقدم الذي شهدته تلك الأسلحة فيما بعد. ففي حين اقتصر غاز الكلور في تلك الحرب أصبحت هنالك أعداد كبيرة من الغازات التي تم اكتشافها والتي تفوق غاز الكلور في سميتها وقدرتها على الفتك، إذ تم إدخال غاز الفوسجين وغاز الخردل ومجموعة كبيرة من غازات الأعصاب وغيرها الكثير من الغازات السامة. كما أدخل تعديل ملحوظ في طريقة حمل هذه المواد الكيماوية ونشرها.
في الحرب العالمية الأولى مثلاً تم نشر غاز الكلور باستخدام حاويات صغيرة تحوي الغاز تفتح في الوقت المناسب لينبعث منها هذا الغاز على شكل غيوم غطت مساحات واسعة من ميدان الحرب وفتكت بالجنود الذين لم يكونوا مهيئين لهذه الغازات كما تم حملها على رؤوس الصواريخ ذات مدى مختلف يصل مدى بعضها مئات وآلاف الأميال مما زاد من مقدرة هذه الأسلحة الوصول إلى أهدافها وبشكل دقيق. وفي الحرب العالمية الثانية فوجئ العالم باستخدام سلاح فتاك جديد وهو السلاح النووي إذ قامت القوات المريكية بإلقاء قنبلتين ذريتين على كل من نكازاكي وهيروشيما اليابانيتان لتضعا حداً للحرب. ولقد عانى سكان هاتان المدينتان من ويلات هذا السلاح. فعند الانفجار أصيب آلاف الأشخاص في تلك المدينتين من تأثير الانفجار والحرارة المرتفعة والأشعة المدمرة الناتجة عن انفجار القنابل الذرية، فقد توفي (180.000) شخص في مدينة ناحازكي وحدها فور الغاء القنبلة ولم يقتصر تأثير هذه الانفجارات على السكان عند هذا الحد إذ تعدته إلى الآثار المتأخرة والتي منها التشوهات الخلقية والسرطانات، فبعد مرور خمس سنوات من الانفجار النووي بدأ سكان المدينتين يعانون من سرطانات الدم تلتها أنواع مختلفة من السرطانات واستمرت معاناة هؤلاء السكان وحتى بعد مرور ما يزيد عن أربعين عاماً بعد ذلك. ولقد تطورت صناعة هذه القناديل وزاد قدرتها التدميرية حيث أعتبر قنبلتي نكازاكي وهيروشيما قنابل بسيطة إذا ما قورنت بالقنابل التي صنعت بوقتنا الحاضر والتي تفوقها آلاف المرات في القدرة على التدمير ولقد حملت هذه القنابل بواسطة الطائرات والغواصات وعلى رؤوس صواريخ ذات مدى مختلف بعضها عابر للقارات. وتستطيع القنابل الذرية الموجودة في ترسانة الأسلحة في دول مختلفة تدمير العالم عدة مرات.
ولم يقتصر البحث عن وسائل للفتك والقتل على هذين السلاحين المخيفين فأدخلت وسيلة أخرى وهي الحرب الجرثومية، إذ تم تسخير عدد كبير من الكائنات المحرضة فصنعت منها قذائف يتم تفجيرها لتنشرها هذه الجراثيم على مدى واسع لتلحق المرض والهلاك بأعداد كبيرة من الناس ومن تلك جرثومة الجمرة الخبثة.
إن هذه الأسلحة جميعها هي من أسلحة الدمار الشامل أي أن تأثيرها لا يقتصر على عدد محدود من الجنود أو السكان وإنما قد يصل مداها التدميري ليشمل جزء كبير من العالم وربما العالم بأسره.
ونظراً لأن المكتبة العربية تفتقر لكتب في هذا المجال ولما كانت هنالك حاجة إلى كتب في هذا الموضوع تحتوي على معلومات توضح وتبسط مفاهيم أسلحة الدمار لتجعلها في متناول مختلف شرائح المجتمع، جاء هذا الكتاب ليكون جهداً متواضعاً يقدمه مؤلفوه في محاولة لتوعية الجمهور وتثقيفه في هذا المجال.