أنت هنا

قراءة كتاب صفحات من بطولات الإخوان في فلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صفحات من بطولات الإخوان في فلسطين

صفحات من بطولات الإخوان في فلسطين

غدت قضية فلسطين بفضل جهاد الإخوان المسلمين في بؤرة اهتمام الأمة الإسلامية، ولولا الخيانات من بعض الأنظمة الحاكمة والعملاء المأجورين، والتواطؤ الدولي من أمريكا ودول الغرب، لكان للوضع في فلسطين شأن آخر، والأمل في الله ثم في المجاهدين اليوم كبير لإعادة الكرَّة

تقييمك:
4.5652
Average: 4.6 (23 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
شهادات من الميدان
 
يقول الأستاذ كامل الشريف في كتابه القيّم (الإخوان المسلمون في حرب فلسطين): لم يكن اهتمام الإخوان المسلمين بقضية فلسطين وليد الحوادث الأخيرة التي أعقبت قرار التقسيم سنة 1947م، ولكنه سبق ذلك التاريخ بزمن طويل، فالإخوان المسلمون كهيئة إسلامية عالمية، كانت تضع في برنامجها مهمة الدفاع عن القضايا الإسلامية في مختلف أنحاء المعمورة، وكانت دُورهم دائما موئلاً للمجاهدين الأحرار من مختلف بلاد العروبة ومواطن الإسلام، وكان لفلسطين دائماً المقام الأوفى من عنايتهم واهتمامهم، فبها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهي تمثل مركزاً وسطاً في البلاد العربية، وضياعها يعزل العالم الإسلامي بعضه عن بعض، ولو نجح اليهود في احتلالها لأصبحت دائماً مباءة خطر لعناصر الشر، وبركاناً زاخراً بالنار يزعزع أمن البلاد العربية وسلامها، وحين وضحت نيات السياسة البريطانية في فلسطين أخذ الإخوان المسلمون يعقدون المؤتمرات تباعاً، ويبيّنون للشعوب والحكومات حقيقة هذا الخطر الذي يهدد كيانهم ومستقبلهم، حتى نجحوا في إشراك العالم الإسلامي كله في هذه القضية، وباتت قضية المسلمين والعرب، لا قضية أهل فلسطين وحدهم، وحين قامت القلاقل في فلسطين أخذوا يمدون المجاهدين بما يقع في أيديهم من مال وسلاح، حتى كانت ثورة سنة 1936م، حين نجح عدد من شبابهم في التسلسل إليها، والاشتراك مع الثوار في جهادهم، وبخاصة في مناطق الشمال، حيث عملوا مع المجاهد العربي الشيخ عز الدين القسّام، الذي استشهد يوم 21/11/1935م.
 
وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أخذ الإخوان المسلمون يعملون للقضية عملاً إيجابياً، فأرسلوا وفودًا من دعاتهم وشبابهم يؤلبون العرب، ويستحثونهم للكفاح، ويتولى نفر منهم تدريب الشباب الفلسطيني تدريباً سريًا، ولقد نجحوا في ذلك إلى حد بعيد، حتى أصبحت شُعَب الإخوان المسلمين ودورهم هي مراكز القيادة وساحات التدريب، ولا يزال أهل فلسطين يحمدون للداعية الإسلامي سعيد رمضان مواقفه الكريمة وأثره البالغ في توجيه الشباب العربي وجهة صالحة، ويذكرون بالفخار والإكبار جهود الأستاذين: عبد الرحمن الساعاتي، وعبد المعز عبد الستار، وجهود غيرهم من كرام الدعاة والمدربين، لِما كان لهم من حسن التوجيه وطيّب الأثر، ولقد أدرك اليهود ما ينطوي عليه هذا التدخل من خطر شديد على أهدافهم وخططهم، فقاموا ينشرون المقالات الطوال في صحف أوروبا وأمريكا، ويشحنونها بالتهم الخطيرة عن الإخوان المسلمين وحقيقة خطرهم على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتقوم بعمل حاسم سريع ، وتستأصل هذا الخطر الإسلامي الذي يهدد مصالحها بالزوال، وليس أدل على ذلك من مقال فتاة صهيونية تدعى (روث كاريف) نشرته في جريدة الصنداي ميرور مطلع سنة 1948م، حيث قالت بالنص: " أصبح الإخوان المسلمون ينادون للمعركة الفاصلة ضد التدخل المادي للولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط".
 
"إن اليهود في فلسطين هم أعنف خصوم الإخوان المسلمين، ولذلك كان اليهود هم الهدف الأساسي لعدوان الإخوان المسلمين".
 
وقد سافر المجاهد الكبير الصاغ محمود لبيب- وكيل الإخوان المسلمين للشؤون العسكرية- إلى فلسطين لتنظيم وتدريب المجاهدين بفلسطين، وحين فطنت حكومة الانتداب البريطاني لنشاط الإخوان المسلمين، سارعت إلى مطاردتهم في فلسطين، وطلبت من الصاغ محمود لبيب مغادرة فلسطين.
 
ويقول الفريق طيار عبد المنعم عبد الرءوف في مذكراته: " لقد اشتد القتال ضراوة بين أشقائنا الفلسطينيين والعدو الصهيوني قبيل يوم 15/5/1948م، نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين، فتشكلت الكتيبة الأولى من متطوعي الإخوان المسلمين التي تم تدريبها في معسكر هايكستب في شهري إبريل ومايو سنة 1948م وعدد أفرادها 280مجاهداً، ودخلت فلسطين، وكانت بداية المعارك الشرسة بين الإخوان المسلمين واليهود".
 
هكذا كان الإخوان المسلمون هم طلائع الجهاد الأولى التي دخلت فلسطين؛ لتقف مع الإخوان المجاهدين الفلسطينيين، وتشد من أزرهم، وتسقي دماؤهم معاً أرض فلسطين، وتقيم الحجة على الحكومات لتقاعسها وتخاذلها واستسلامها لقرارات التقسيم الجائرة، بل لجأت الحكومات الفاجرة لحرب المجاهدين داخل فلسطين والتآمر على قادتهم، وفي مقدمتهم البطل أحمد عبد العزيز.

الصفحات