خاطب الفلكلور والأساطير و الخرافات وحكايات الجن الطفولة عبر العصور، حيث إن كل طفل ذكي له حب غريزي وشديد إلى القصص الخرافية، والعجيبة والغريبة والخيالية بصورة واضحة.
أنت هنا
قراءة كتاب الساحر إوز العجيب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
"يا ريم، هناك إعصار سيضربنا،" نادى على زوجته. "سأذهب لأتفقد مؤننا." وهرع نحو الزرائب حيث كانت الأبقار والخيل تعيش.
ألقت العمة ريم بما في يدها من عمل وأتت إلى ناحبة الباب لترى. ونظرة واحدة خاطفة أخبرتها بالخطر المحدق قريباً منهم.
"أسرعي يا هبة، " صرخت عليها. "اهربي إلى القبو!"
قفز توتو من على ذراعي هبة واختبأ تحت السرير. وذهبت الفتاة لتجلبه. وإما العمة ريم، فقد هرعت من شدة خوفها فاتحة الباب على مصراعيه ودخلت إلى القبو وتسلقت نازلة من على السلم في المخبأ في الحفرة المظلمة. وفي النهاية استطاعت هبة في اللحظة الأخيرة من مسك توتو وبدأت تسير خلف عمتها ريم. وبينما كانت في منتصف الطريق في الغرفة، هبت عاصفة، واهتز المنزل بقوة حتى أنها اختل توازنها وجلست على الأرض ولم تستطع الوقوف.
ثم، حدث شيء غريب.
دار المنزل مرتين أو ثلاث وارتفع ببطء في الهواء. وشعرت هبة بأنها تصعد إلى السماء كما لو كانت على متن منطاد.
التقت ريح الشمال بريح الجنوب في نفس مكان المنزل، وصار المنزل مركز الإعصار. وكانت الريح في منتصف الإعصار ساكنة، إلا إن الضغط الكبير للريح كان على كل جانب من جوانب المنزل، الأمر الذي جعله يصعد تدريجياً، حتى وصل إلى قمة الإعصار؛ وظل ساكناً هناك، وحمل الإعصار المنزل أميال وأميال كثيرة كما لو كنت أنت تحمل ريشة.
حل الظلام، وصارت الريح تعصف برعب حول هبة، إلا أنها وجدت الرحلة سهلة. وبعد الدورات الأولى، وفي الأخيرة التي اهتز فيها المنزل، شعرت هبة وكأنها احدهم يهزها، كما الطفل في مهده.
لم يعجب الأمر توتو. فقد كان يركض في إرجاء الغرفة، مرة هنا، ومرة هناك، وكان ينبح بصوت مرتفع. غير إن هبة كانت تجلس بهدوء على الأرض وكانت تنتظر كيف سينتهي الأمر.
وما إن اقترب توتو من باب القبو، حتى وقع؛ وفي البدء اعتقدت الفتاة أنها فقدته. إلا أنها سرعان ما رأت أذنيه ترقصان من خارج الحفرة.، وذلك إن ضغط الريح جعلته ساكناً في الهواء، ولم يسقط. وزحفت نحو الحفرة ، ومسكت توتو من أذنيه، وسحبته إلى الغرفة مرة أخرى. وأغلقت باب القبو كي لا تحدث أي حوادث أخرى.
ومضت الساعة تتلوها ساعة، وسرعان ما تغلبت هبة على مخاوفها، إلا أنها شعرت بالوحدة، وكانت الريح تضرب بشدة على جوانب المنزل حتى قاربت على الصمم. وكانت في البداية تفكر لو أنها ستتناثر إلى قطع لو سقط المنزل على الأرض، ولكن لما مرت الساعات ولم يحدث شيء مريع، كفت عن القلق وخلدت إلى السكينة وانتظرت ماذا سيخبأ لها المستقبل. وفي النهاية زحفت فوق الأرض المتمايلة إلى سريرها ورقدت عليه؛ كان توتو يتبعها وقبع بجانبها.
وعلى الرغم من تأرجح المنزل، وعلى الرغم من هبوب الريح، إلا إن هبة سرعان ما أغلقت عينيها وغطت بنوم عميق.