أنت هنا

قراءة كتاب المستوطنة السعيدة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المستوطنة السعيدة

المستوطنة السعيدة

كتاب "المستوطنة السعيدة" هو مسرحية جديدة للروائي د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 1
المشهد الأول
 
تفتح الستارة عن ردهة من ردهات فندق الملك داود، تسمع للحظات أصوات مختلطة ما بين الكلام المبهم و الضحك المتخافت، ثم يدخل ثلاثة رجال و امرأة واحدة، و هم في خضم حديث لم ينته، مجموعة الأشخاص هؤلاء هم أعضاء لجنة تقصي الحقائق في أحداث دامية شهدتها قرية كفر صقر القريبة من رام الله قبل شهرين، وهم كالتالي: 
 
روبرت كارل في أواخر الخمسينات من العمر،قاضٍ متقاعد، عمل في بلاده قاضياً محققاً ثم محاضراً في الجامعة، ثم التحق ببرامج الأمم المتحدة المختلفة، فذهب الى جنوب افريقيا و غانا و النيجر و الجزائر و تيمور الشرقية، ألف عدداً من الكتب القانونية، و هو حفيد الرحالة الأوروبي الشهير ماي كارل الذي كتب عن الشرق العربي دون أن يزوره أو يراه، و أرنولد ريكهارت و هو جنرال متقاعد حارب في افغانستان و العراق و انتخب بعد تقاعده عن ولايته الجنوبية مرتين قبل ان يلتحق بلجان الأمم المتحدة المتعددة كمراقب و منفذ للسياسات الدولية، حقق شهرة كبيرة من خلال مغامراته العسكرية و مواقفه المتشددة من العالم الثالث، لم يتزوج و عرف عنه الشذوذ رغم انه انكر ذلك عدة مرات في الصحف و قد ساهمت هوليوود في صناعة اسطورته من خلال فيلم عن حياته، و عادة ما يشير هذا الرجل الى ان اجداده شاركوا في صياغة وثيقة الاستقلال الامريكية، و السير والتر ليفي و هو سياسي عريق، تقلد عدداً من المناصب الحكومية الرفيعة في بلاده، ألف عدداً من الكتب اللامعة في السياسة الدولية، و شارك في صياغة العديد من القوانين الدولية و الفتاوى القانونية ذات الصبغة العالمية، عضو في الكثير من المحافل السياسية و القانونية والإعلامية، و هو وجه اعلامي معروف، و يهاجم عادة من قبل كثير من الاطراف باعتباره واحداً من أكثر المدافعين عن السياسات المحافظة، يحب الموسيقى و الرسم و هو متزوج و لكن زوجته جنت منذ زمن بعيد و هي في مصحة فاخرة بسويسرا، أما ابنته الوحيدة فقد هربت الى مجاهل افريقيا و غيرت اسمها هناك و لا يعرف عنها شيئاً، و خديجة المرزوقي و هي في الأربعينات من عمرها، شغلت منصب وزيرة في بلادها ثم انشقت و ذهبت الى الغرب باعتبارها ناشطة حقوقية ، اسست منظمة تعنى بالحريات في العالم الثالث، و اختيرت في سنة سابقة فائزة في جائزة عالمية رفيعة،اثارت ضجة كبيرة عندما دعت الى حق المرأة في الانجاب خارج نطاق مؤسسة الزواج و حرية الانسان في اختيار دينه خاصة اذ كان دينه يدعو الى قتل المخالفين، متزوجة من شخص مجهول- يقال انه غير موجود-و لها عدد من العلاقات التي تحاول ان تخفيها عن الاعلام، فقاطعت اهلها، أو قاطعها أهلها و ذكرت الصحافة المحلية أن والدتها تستعطي الناس تقريباً في مدينتها النائية.

الصفحات