محقق ثاني: افهم ذلك طبعاً،و لكن هل نستطيع ان نزور مستشفى مثلاً أو مستوطنة أو ثكنات عسكرية بالتنسيق مع الجانب الاسرائيلي.

 

كارل: لا بد من التنسيق مع الطرف الاسرائيلي في ذلك، كل حالة ظروفها.

 

محقق ثالث: هل يجب ان نطلع الجانبين على سير عمل اللجنة؟

 

كارل: هذا من شأن اللجنة و ليس من شأنكم، هنا، حقيقية لا بد من أن اشير الى شيء مهم جداً، و قد تعلمته من تجاربي السابقة في افريقيا، و هي ان كل لجنة تقصي حقائق أو لجنة تحقيق بين جماعتين متحاربتين، فإن كل طرف سيدعي ان اللجنة لم تنصفه و لم تستمع إليه، و انها إنحازت الى الطرف الآخر، مهما حاولت اللجنة ان تكون منصفة و عادلة، اما هنا، في هذه الأرض، و بين هاتين الجماعتين، فإن الامر سيكون أكثر حدة، يجب ان تعرفوا ايها السادة، و هذا الكلام لا اقوله عادة، فإن الاسرائيليين و الفلسطينين جماعتان تجيدان الادعاء و البكاء و العناد. كل طرف منهما يدعي ان الآخر سرقه و اغتصبه و قتله و أرهبه، هذا صراع تاريخي يتجدد الآن بشكل يؤثر على السلم العالمي، هذه اللجنة لن تقيم السلام بينهما. و هذه ليست مهمتها، لهذا، أرجو عدم التورط العاطفي، ارجو عدم الاقتراب اكثر من الحالات التي ستتعرفون عليها.

 

والتر ليفي(متدخلاً فجأة): طبعا السيد كارل يحاول ان يوازن بين الأمور، و لكنه يعرف بالتأكيد الصلة الخاصة لليهود بهذه الأرض، و ادعاءاتهم القوية ذات المصداقية، على عكس شعوب و جماعات أخرى.. يجب ان نكون واضحين منذ البداية،سيد كارل، اننا لا نأتي هنا دون معلومات و دون خلفيات.. و إلا كان عملنا يشبه ذلك الكيميائي الذي يعمل في مختبر..هذا ليس مختبر.. و نحن لسنا كيميائين.

 

كارل(متراجعاً): لقد ذهبت بعيداً في قراءة و فهم أقوالي يا سيد ليفي، ما قصدته هو القول بعدم التورط العاطفي.

 

والترليفي(في اندفاعه): السؤال هو..التورط العاطفي مع من؟! هذا هو السؤال؟!

 

كارل(محاولاً الاحتفاظ برباطة جأشه وسيطرته على الجلسة): نعم..نعم..هذا السؤال مهم، و لكن اعتقد يا سيدي ان علينا انهاء هذه الجلسة و من ثم الحوار فيما بيننا.كنت أوضح الشروط و الظروف الواجب اعتبارها أثناء العمل، و الجميع منكم كما اعرف لديه خبرة كافية في اعمال لجان مثل هذه..