أنت هنا

قراءة كتاب أيقظ قوة عقلك الخارقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أيقظ قوة عقلك الخارقة

أيقظ قوة عقلك الخارقة

كتاب "أيقظ قوة عقلك الخارقة" للكاتب د.

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
الذاكرة
 
هل الذاكرة في (الدماغ).. وهل هي عبارة عن تغيرات كيميائية كهربائية تحدث في مادة المخ نتيجة الفعل العصبي للحوادث كما يحدث في شريط مسجل عند التسجيل، وهذه اللفائف المسجلة تحفظ في المخ وتدور تلقائياً لحظة محاولة التذكر فتعيد ما سجل في أمانة ودقة؟ هل الذاكرة مجرد نقش وحفر على مادة الخلايا؟
 
إذا كانت الذاكرة مجرد طارئ مادي يطرأ على مادة الخلايا فإنه ينبغي أن تتلف الذاكرة لأي تلف مادي مناظر في مادة الخلايا المخية... وينبغي أن يكون هناك توازن بين الحادثتين... كل نقص في ذاكرة معينة لا بد من أن يقابله تلف في الخلايا المختصة المقابلة.. وهذا أمر لا يشاهد في إصابات المخ وأمراضه.. بل ما يشاهد هو العكس.
 
يصاب مركز الكلمات ولكن لا تصاب ذاكرة الكلمات بأي تلف، وإنما الذي يحدث هو عاهة في النطق... أما الذاكرة.. وأما صورة الكلمات في الذهن فتظل سليمة.
 
وهذا دليل على أن وظيفة المخ ليست الذاكرة ولا التذكر. وإنما المخ هو مجرد (سنترال) يعطي التوصيلة، إنه مجرد أداة تعبر به الكلمة عن نفسها في وسط مادي فتصبح صوتاً مسموعاً... كما يفعل (الراديو) حينما يحول الموجة اللاسلكية إلى نبض كهربائي مسموع... فإذا أصيب (الراديو) بعطل فلا يكون معنى هذا العطل أن تعطل الموجة في الأثير... وإنما فقط يحدث شلل في جهاز النطق في الراديو. أما الموجة فتظل سليمة على حالها يمكن التقاطها بوساطة أي جهاز (راديو) سليم.
 
وهذه حال الذاكرة.. فهي أفكار وصور ورؤى مستقلة مستقرها ومسكنها الروح لا المخ أو الجسد.. وما المخ إلا وسيلة لنقل هذه الصور لتصبح كلمات منطوقة مسموعة في وسط وعالم ماديين.
 
يصاب المخ بالتلف ولا تصاب الذاكرة فحكم الذاكرة حكم الروح لا يجري عليها ما يجري على الجسد المادي. وفي حوادث النسيان المرحلي.. الذي تنسى فيه مرحلة زمنية بعينها.. ينسى المصاب فترة زمنية بعينها فتمحى تماماً من وعيه وتكشط من ذاكرته.
 
وتبعاً للنظرة المادية كان من الواجب أن نعثر على تلف مخي جزئي مقابل ومناظر للفترة المنسية. لكن الملاحظ أن غالب تلك الحالات هي حالات صدمة نفسية عامة وليست تلفاً جزئياً محدداً. والتوازي مفقود بين حجم الحادث وبين حجم التلف المادي.
 
فالجسد ليس إلا جهازاً تنفيذياً للعقل وللإفصاح عن النيات في عالم الدنيا المادي.. ومجرد أداة للروح ومطية لها.. والمخ ليس إلا (سنترالاً).. وكابلات توصيل.. ودوره أن يعطي التوصيلة من عالم العقل والروح إلى عالم المادة.
 
فكابلات الأعصاب تنقل مكنون الروح وتحوله إلى نبض إلكتروني لتنطق به عضلات اللسان على الطرف الآخر.. كما يفعل جهاز الراديو بالموجة اللاسلكية وهكذا نتبادل الكلام كأجساد في عالم مادي.
 
وكذلك شخصيتنا.. نولد بها مسطورة في روحنا.. وكل ما يحدث أن الواقع الدنيوي يقدم المناسبات والملابسات والقالب المادي لتفصح هذه الشخصية والذات عن خيرها وشرها.. فيسجل فعلها عليها أو لها.

الصفحات