أنت هنا

قراءة كتاب بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)

بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)

كتاب "بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)"؛ كتبت هذه الذكريات بصورة عفوية اثارتها دعوة الأستاذ الشاعر عبد القادر الجنابي لاجراء مقابلة معي يكتبها الدكتور سمير الحاج المحامي، ثم انهالت الذكريات مسلسلة كلما اثارت الاحداث حلقة منها، كتبتها للحقيقة والتار

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
 
 
بقلم الاستاذ سعد سامي نادر – هولندا
 
شموئيل موريه .. شجون وأحلام وآمال عراقية نقية طيبة
 
كعراقي، وكواحد ممن ترك وطنه مرغماً وعلى مضض، متعة، ان تعيد قراءة "يهود العراق-ذكريات وشجون" للبوفيسور شموئيل "سامي" موريه، ستشدك زفرة ومرارة كلمات بسيطة نابعة من قلب ووجدان ونقاء مواطن عراقي يفيض حبًا ووطنية صادقة يغلفها حنينٌ للوطن بلا حدود. ستجبرك لوعات شجونه على المضي معه عبر طريق أحزان وآلام روح سُبيت وأجبرت يوماً على ترك وطنها الأم مثلنا، على مضض. لوعتك وقرفك كقارئ ومهجَّر عراقي، أنك تعرف أدق تفاصيل أحداثها حتى صغائر خلفيات وخفايا دسائس مؤامراتها. وتعلم أيضاً بأوليات ونهايات عذابات فواجعها الأليمة.
 
قلت انها متعة..! لا شك، ان لطعم مرارة الحزن والأسى والألم، متعة ومذاق إنساني عراقي متفرد. قدرٌ أحمق خصهم الرب وحدهم فيه .. فطعم مرارة الظلم وقسوة الألم ولوعة ساعات التهجير القاتلة ولحظات وداع الأهل ودموع الأحبة، ألم مازوخي له طعم ولذّة، هي ذاتها مَن تزيد إصرارك على المضي في تكملة مشوارك مع ألم ولوعات سرد ذكريات وشجون سامي والسير معها لآخر مطاف جلد الذات بسياط أحداثها الأليمة الدامية. غير إن حلاوة ذكريات صباه المشوقة، تريحك حين تسرح بِك مع "لثغات" لغتها الشعبية-اليهودية المحكية- الضاحكة حد القهقهة ورقرقة العين..
 
أما أحاديث لوعة الوداع والألم، فتصور وقائع وأحداث ليست بعيدة عنك كعراقي، فقد مَسَّت لسعات وجور قسوتها وأثـَّر الكثير من فزع عنفها وهول ترويعها على صلب وتفرعات حياتك وعلاقاتك الحميمة كعراقي مُحب موشوم أصلاً بالمحبة والطيبة والود حد السذاجة، يضاف إننا كمثقفين، نعي بؤس ما جرى لطليعة يهود العراق النجباء اللذين ناضلوا من أجل رفعة الوطن، لكن! عُته ساستنا، فرَّط بهم وبدورهم التاريخي في تأسيسهم افضل طبقة متوسطة مهنية ومتعلمة وأكاديمية في بلدنا*1 وربما في وطننا العربي.
 
حلاوة ذكريات موريه، بحثه المتواصل الملتاع عن مهد صباه، في ذاكرة عراقية مفرداتها الشعبية لوحدها، تكفي منحه "هوية" شرف وطنية بامتياز، وتزكية انتماء كعراقي أصيل*2. هوية وطن كان سعيداً وآمناً ومتحضراً بهم وبأُلفتهم المسالمة معنا.
 
بذاكرة ثاقبة راح حب "موريه" يلملم أحزان أهليه، تعينه عين صبا غارت شوقا بوجوه اقاربه وأصدقائه واحبته المسلمين واليهود الذين تركهم مكرها. 

الصفحات