أنت هنا

قراءة كتاب حديقة الأموات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حديقة الأموات

حديقة الأموات

رواية "حديقة الأموات" الثالثة للأديب شحادة، تدور أحداثها حول رجل مسيحي يدعى فايز الحلاق، وهو في الستين من عمره، يغادر مدينته الناصرة بعد اكتشافه لخيانة زوجته وملاحقتها له بواسطة عشاقها، ليقيم في مقبرة إسلامية قديمة في مدينة القدس، يحاول أثناء وجوده في القدس

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 9
 بالشموع المضيئة , التي تجذب إليها فراشة ً بريئة مثلها , لتحرقها الأضواء الخادعة التي تسطع من الإناء ... فلم يمضِ ِ أكثر من شهرين على دخولها حتـَّى أخذوا يتوددون إليها ويعاملونها بكل لطف وحنان , شعرت بعطفهم وباهتمامهم بها , وبهذه الطريقة تقربوا منها , وصاروا يدعونها لمشاركتهم جلساتهم وشرب الشاي أو القهوة معهم , لكنهم كانوا يحيكون خيوط العنكبوت حولها , وهي على صغرها وطيبة قلبها لم تنتبه لما بخبــِئونه لها ,... في إحدى الليالي الباردة , دعوها كعادتهم لشرب فنجان شاي في غرفة أحدهم , وضعوا فيه قليلا ً من المخدر , كيلا تفقد الوعي وتنام بل ترتخي وتبقى بين الحلم واليقظة , لا تستطيع المقاومة , بل تشعر كأنها في عالم الفنتازية , لتعرف ما يجري لها , بعد أن شربت الشاي أحست بثقل ٍ في رأسها وارتخاء ٍ تام في جسمها تمددت دون إرادتها على السرير , وفي ثوان ٍ قصيرة نزعوا عنها ثيابها وتناوبوا عليها الواحد بعد الآخر , والمسكينة ترى وتشعر ما يجري لها دون أن تستطيع فعل شيء , وبعد أن صحت ورأت حالها ورأت خيطا ً من الدماء يلطخ ساقيها وأطراف ملابسها السفلى , وأحست بالتعب والألم خصوصا ً بين فخذيها , فهمت الوضع على حقيقته ولكن بعد فوات الآوان ,نظرت إليهم بعينين حزينتين لكن غاضبتين تشع منهما نار حارقة من القرف والحقد والإتهام ,دون أن يرمش جفن واحد من أي واحد ٍ منهم , بل العكس كانوا يبتسمون في وجهها , وتجرأ أحدهم وسألها :أن كانت قد استمتعت معهم .... أخذت الدموع تنهمر من عينيها وهي تتساءل : لماذا.. لماذا فعلتم بي هذا ؟ ؛ الا توجد في قلوبكم رحمة ..أليس لديكم ولايا ؟ ؛ أجابها أحدهم بنبرة ٍ جافة ٍ وقاطعة : أنت رغبت في هذا , وإن حدثِت ِ أحدا بما جرى ستقعين على رأسك , نحن لم نستعمل القوة معك و وكل ُّ شيئ ٍ جرى بموافقتك , كما أننا نستطيع أن نؤذيك يا شاطرة ....وتابع آخر : عليك مجاراتنا سنعاشرك من الآن فصاعدا ً بمتعة أفضل لك ولنا , سيعاشرك واحد ٌ منـَّا فقط اسبوعا ً كاملا ً وينسحب ليأتي غيره في الأسبوع التالي ... ستتمتعين كثيرا ً بهذا الأمر , صد ِّقينا يا ناديا
 
لملمت ملابسها وتسللت إلى غرفتها , وهي تتساءل : أيوجد أناس في هذه الدنيا بهذه الوحشية والقذارة ؟ أهانت الضمائر والإنسانية على هؤلاء , فانقلبوا إلى شياطين ليفعلوا عملتهم المشينة ويمارسوا حقارتهم على البنات الصغيرات أمثالها ؟ ويقتلوا شعلة الحياة في قلوبهنَّ قبل أن تكتمل إشتعالها ؟ أخذت الدموع تتساقط كوابل من المطر من عينهبا اللتين خبا بريقهما مع احتراق عذريتها , لكن الذي أراحها , أنه ما أن وضعت جسدها على السرير حتـَّى نامت كأنها مضت عليها سنة دون نوم ....

الصفحات