كتاب "مملكة النفاق- (من نكبة الحجاز إلى نكبة فلسطين)"، يتناول فترة مصيرية في تاريخ العرب الحديث، قد تكون مجهولة بالنسبة للكثيرين، حيث وُضعت الأسس التي سيقوم عليها بنيان التبعية والنفاق إلى يومنا، من أجل إحكام السيطرة على العالم العربي والإسلامي (وعلى فلسطين
أنت هنا
قراءة كتاب مملكة النفاق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
جاء في تقرير ارسله الميرالاي صادق بك الى مؤتمر جمعية الاتحاد والترقي بتاريخ 2.8.1915, أي بعد ست سنوات من سيطرتها على الحكم:
"تسيطر اليهودية والماسونية اليوم على اقتصاد العالم. ومن خلال منظماتهم امتلكوا ايضاً الصحافة العالمية. وهم يحولون افكار العالم الى الوجهة التي يريدونها, ويجذبون اليهم من كل امة المميزين فيها من اصحاب المناصب الرفيعة والشهرة والنفوذ. وهم يقومون من خلال الماسونية ومنظماتهم المكرسة بتنصيب هؤلاء الاشخاص في المجالس النيابية والوظائف العليا التي تدير بلادهم. لقد قمنا بالثورة والانقلاب رغبةً منا في انقاذ الوطن من التردي. خلعنا السلطان عبد الحميد, لكننا لم نفعل ذلك من اجل رفعة شأن بعض المتشددين. ان هدف الصهاينة اليوم هو انتزاع القدس وفلسطين من ايدينا, ان لم يكن هدم الدولة العثمانية.. وهم يتحدون في ذلك مع الماسون. يريدون تاسيس حكومة يهودية هناك". (6)
بعد رفع هذا التقرير, وكاجراء مفهوم, تم فصل الميرالاي وطرده من الجمعية لكن ذلك دل على ان السياسة التي انتهجها هؤلاء قد ادت الى ظهور حركة معارضة ضعيفة (وحادة في بعض الحالات) وانقسامات داخل الجمعية, وذلك حين ادرك بعض من غرّر بهم ان الجمعية ((تبيع الدولة للصهاينة)).*
_____________________________
*وهو ما صرح به النائب اسماعيل بك عند مناقشة الميزانية في فبراير عام 1911. بنفس المناسبة ايضاً, انبرى رضا صالح, النائب عن بيروت, محذراً من ان اليهود قد صاروا ياخذون الحقل في فلسطين ليس بالف قرش وانما بخمسين قرشاً. فقد اشتروا الكثير من الاراضي وهم يحولونها الى مستوطنات, واقترب عددهم من المئتي الف نسمه وقد آل اقتصاد تلك المناطق الى ايديهم تماماً. كما انهم بدأوا يرفعون اعلاماً خاصةً بهم, وقد صكوا نقوداً واستصدروا طوابع بريدية خاصة))..
ومن الحقائق المسلم بها ان كثيراً من زعماء واعضاء جمعية الاتحاد والترقي كانوا في الاصل من اليهود الذين اعلنوا اسلامهم في الظاهر وتسموا باسماء العرب والمسلمين طمعاً في دخول الابواب الموصدة,على غرار ما فعله شبتاي تسفي (ZVI) في زمن بعيد عام 1666. وكان هذا قد جاهر آنئذ بانه هو المسيح المنتظر فلقيت دعوته صدى كبيراً لدى كثير من اليهود. ومن ثم اعلن عن عزمه على خلع السلطان في الطريق لعودة اليهود الى الارض المقدسة. لكن السلطان اعتقله فتاب واعلن اسلامه وبذلك انتهى امره. ومع ذلك رأى فيه البعض رجلاً عبقرياً ملهماً, ذلك بانه قد دل قومه على الطريقة المثلى.. وهكذا ظهر (يهود الدونمة) من بعده وتقلدوا المناصب العليا. فلما آل الحكم اليهم بعد انقلاب 1909, استاء ضباط الجيش والاتراك كثيراً بسبب سيطرة ونفوذ بعض الافراد الذين لم يكونوا "اتراكاً حقيقيين والذين تربطهم علاقات وطيدة مع يهود اوروبا وصهاينتها" -(الاب لويس شيخو, السر المصون, الكراس السادس).(7)
على ان هنالك فئة من العرب والاتراك ممن عملوا لحساب بريطانيا (وهي الراعية الاولى للصهيونية) دون ان يعلموا انهم يعملون لحسابها..وتلك هي الفئة المستغفلة..