كتاب "الجمهورية - الميدنة الفاضلة"؛ زخر العصر اليوناني بعدد من الفلاسفة الذين أثروا الفلسفة بأفكار جديدة، وأطروحات رائجة، كسقراط وأفلاطون وأرسطو، وممن نال شهرة كبيرة أفلاطون: أنبغ نوابغ الفكر، وأشهر الحكماء؛ فكانت أكاديميته واحدة من أربع مدارس تركت أعظم ا
أنت هنا
قراءة كتاب الجمهورية - المدينة الفاضلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
من هو أفلاطون؟
ولد أفلاطون في أثينا سنة 430 ق. م، وكانت وفاته فيها سنة 348 ق.م. وهو من عائلة ارستقراطية كانت تشارك في حكم أثينا، واسمه الحقيقي ارستكليس، غيّره إلى أفلاطون وأصله في اللغة اليونانية (بلاتيس)؛ ومعناه: عريض. قيل: إنه لقب بذلك لعرض جبهته أو منكبيه، ومنهم من قال لسعة علمه.
تعلم كغيره من الصبيان القراءة والكتابة والحساب والهندسة والموسيقى في صغره، ويقال إنه هوى الفنون الجميلة ومارسها في صباه كالنقش والتصوير والنحت وقَرْضَ الشعر، وليس غريباً أن يكون شاعراً؛ لأن الصورة الفنية للمحاورات لا يمكن أن تصدر إلا عن فنان مطبوع وشاعر أصيل، وفي شبابه اشتغل بالخدمة العسكرية وتعلم الفروسية وفنون القتال(1).
عندما بلغ العشرين من عمره سمع بسقراط، وكان مولعاً بالفلسفة فانضم إلى المتتلمذين عليه وصاحبه ثماني سنوات يأخذ عنه ويتعلم منه. رغب أفلاطون في إصلاح الفساد المنتشر في بلده، وسعى لتحقيق الحريات العامة بدل الاستبداد المتحكم بأثينا، وسعياً لهذا الغرض انخرط في سلك العمل السياسي، لكنه ما لبث أن اكتشف عجزه عن إصلاح الأوضاع المضطربة فاعتزل السياسة، ومال إلى الاشتغال بالفلسفة والتربية. وكان قد أثر فيه موضوع إعدام أستاذه سقراط ظلماً بعد محاكمته، فرحل إلى ميغاري حيث التقى رائد الهندسة التقليدية إقليدس، واطّلع منه على نظرياته الهندسية.
بعد زيارة ميغاري قام أفلاطون برحلة شملت بعض مدن إيطاليا، ومن ثمّ القيروان، فمصر حيث تعلّم على كهنتها، وبعدها انتقل إلى صقلية، وحاول هناك تغيير الأمر القائم في الحكم مما أغضب عليه حاكمها (دنيس) الذي قبض على أفلاطون وسلّمه لزواره على أنه عبد ليبيعوه.
والطريف أن أفلاطون قد عرض للبيع في سوق النخاسة، وصادف مرور فيلسوف هو (أنيفرس) أثناء عرض أفلاطون للبيع، وكان أنيفرس قد تعرف عليه في القيروان، فاشتراه وحرّره من عارضيه للبيع كعبد.
بعد هذه الرحلة الطويلة عاد أفلاطون إلى أثينا وأسس في ضواحيها مدرسة تطلّ على بستان يسمى (أوكاديموس)، وسميت مدرسته نسبة إليه (أكاديمية)، وبقي يدرّس فيها حتى وفاته. كان من أبرز تلامذته في الأكاديمية الفيلسوف المشهور أرسطو طاليس.