أنت هنا

قراءة كتاب أرجوحة تعلو... وتعلو

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أرجوحة تعلو... وتعلو

أرجوحة تعلو... وتعلو

رواية "أرجوحة تعلو... وتعلو "، تبدأ الكاتبة في مقدمتها قائلة: هل الكتابة هي النص ؟هل هي المكتوب منه أو المسكوت عنه؟هل هي الأطر؟ أم أنها الهوامش؟ أم أنها التخوم ؟ أم أنها النصوص السابقة؟ أم أنها النصوص المتقاطعة؟

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
تمشي بسرعة وتجتاز ساحة سوق ساروجه· وعلى يمينها محل بقالية التيناوي، وبجانبه صيدلية الورد بخزائنها البيضاء، وفي الجهة المقابلة مكتب المختار الخضري  ثم تنزل جوزة الحدباء وتمر أمام محل الطرابيش الصغير، وفي واجهة المحل قوالب حديدية تعتقد أنها لوضع طربوش أحمر· المحل شبه خالٍ ولا أحد تعرفه يلبس طربوشاً· تصل إلى ساحة المرجة حيث محل الوالد على الناصية المقابلة للساحة· كل يوم عليها أن تجلس في المحل حتى يعود والدها من الغداء ومن قيلولته التي تستمر أكثر من ساعتين، ليأخذ قسطاً من الراحة التي تمكنه من الاستعداد لسهرته في المقهى للعب الطاولة مع أصدقائه حتى وقت متأخر من الليل· لم تكن تتذمر من مهمتها هذه بل هي فرحة لغيابه كل هذه الفترة، لأن هذا يعني أنها سوف تقضي وقتاً ممتعاً في القراءة، فتذهب مسرعة إلى أبو فيصل، صاحب البسطة المقابلة لمحل والدها، التي يبيع فيها مجلات وصحفاً، وقد سبق أن عقدت اتفاقاً معه بأن تستعير منه المجلات· وبانشراح توافق عندما يطلب منها عدم فتح الصفحات من الأعلى حتى لا تبدو مستعملة، ولهذا تميل برأسها حتى تستطيع القراءة دون فتحها· لقد مكّنتها عادة القراءة المستمرة من معرفة مواعيد صدور مجلة روز اليوسف وصباح الخير ومجلة سمير وميكي وآخر ساعة ومجلة حواء وغيرها من الصحف والمجلات· بوجه بشوش وحماسة يرحب بها أبو فيصل ويناديها: زوجة ابني فيصل· وابنه هذا يدرس في الجامعة ونادراً ما يأتي إلى البسطة· كانت تشعر بالسعادة إذا قُدِّر لها أن تتزوج فيصل، فهذا يعني أن تتوفر لها فرصة قراءة كل ما في البسطة، وأن تفتح المجلات من الأعلى·
 
يعود الوالد من قيلولته منتعشاً· بكامل أناقته استعداداً لسهرة المساء التي سوف تستمر إلى منتصف الليل· ظل الوالد حريصاً على إبقاء المحل مفتوحاً حتى لو أنها لن تبيع شيئاً لمصلحة العمل، فظروفه الحالية لا تسمح له أن يدفع أجرة موظف، بعد خسارته محله الكبير ومشغل الخياطة الذي يشغِّل فيه عدداً كبيراً من العاملات، بسبب فيضان نهر بردى وإغراقه لسوق علي باشا(هذا السوق مسقوف مثل سوق الحميدية وعلى الجانبين محلات تبيع الأقمشة، وقد تم هدمه بعد الفيضان المسمى الزودة) وخسارته كل شيء بما فيه غرق سيارته التي يفخر دائماً أن رقمها 63· فهي آخر سيارة اشتراها· يطفو على ذاكرتها هلع والدتها ودموعها وندبها للحظ، ووجوم والدها، فالحادثة حصلت قبل أن تكون في عمر الذهاب إلى المدرسة، وشعورها أن حياتهم لن تكون كسابق عهدها، وأن والدها لن يكون بخير· 
 
رجعت من المحل، وأخذت دفاترها وذهبت إلى بيت أختها الكبيرة بثينة التي تقطن في حارة الشالة· دقت على الباب، ففتحه والد أختها بثينة ورحب بها، ثم صعدت الدرج الضيِّق، وحين دخولها عتبة البيت الداخلية، حضرت بثينة واحتضنتها مرحبة بزيارتها· 

الصفحات