المجموعة القصصية "كان ردائي أزرق" للكاتب العراقي جمال كامل فرحان الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها: كان عقله مشوشا في تلك اللحظات، متخبطا بين هند وبغداد .. مفكرا بالكراهية، كيف تصنع؟ من أين تأتي وتجيء؟ هل خلقت معنا أم زرعت في القلوب؟
أنت هنا
قراءة كتاب كان ردائي ازرق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
- الأفضل أن تذهب هناك أولا·
تسمرت عيناي في وجه الموظف، وكنت لا أدري ماذا أقول، إلا أنه قرّب رأسه قليلا وأردف:
- هناك ينقلون الجثث، وغالبا تكون بلا رؤوس·
كانت ملامحه وقسماته لا تفصح عن أي شيء، كانت صلبة وباردة·· شعرت بضيق شديد وبارتعادة خفيفة صلبت قدمي، فطلبت منه غرفة لأبيت فيها·
ناولني مفتاح الغرفة، الذي تدلى من حلقته قلب خشبي بني اللون·
- الطابق الثالث غرفة 286·
أشار بيده إلى المصعد الموجود على يميني· دخلت المصعد، كان فارغا وضيقا قليلا، وصوت أنينه زاد من تشوشي وكآبتي التي رحت أغطس فيها· فتحت باب الغرفة ورميت الحقيبة قرب السرير، استلقيت بحذائي فوق الفراش وشعرت بألم متنمل راح يتنامى صعودا من أسفل ظهري حتى عنقي فتأوهت وأطبقت عيني·
حلمت بأجساد تائهة تبحث عن رؤوسها أو رؤوس محلقة تنقط دما طريا تبحث عن أجسادها·
استيقظت على رنة الهاتف النقال المتصاعدة· كانت أنعام زوجة ابن عمي على الخط، تسأل ماذا فعلت وعن آخر الأخبار· سكتُ لبرهة وقلت لها تأملي خيرا· سمعت نشيجها وكلماتها المتقطعة، لم أفهم منها شيئا لكني لم أكلمها عن الطب العدلي وعن الأجساد والرؤوس وعن حلمي·· فأكدتُ لها أن لا تقلق وأنهيت الاتصال سريعا·
ساعة الحائط الدائرية التي تقابلني، تشير عقاربها إلى الواحدة والنصف ظهرا· تقلصات معدتي وخشونة ريقي ذكرتني بأني لم أتناول شيئاً منذ الصباح· خرجت ونزلت إلى صالة الفندق، لم أر فيها الشيخ الكردي، وموظف الاستعلامات ابتسم ليّ ابتسامة متكلفة وأنا أناوله المفتاح، لكنه أوقفني ويده تمسك القلب الخشبي بإحكام وسألني: